وقال الكناني إن البرث تعد نقطة ارتكاز ومحورا رئيسيا لتحركات العناصر التكفيرية في رفح، وقامت القوات المسلحة المصرية في رمضان 2017 بوضع نقطة ارتكاز لعناصر الصاعقة في القرية كبداية لإحكام قبضتها على محاور تحرك تلك العناصر، وعزلهم وحصارهم في نطاق الشيخ زويد غربا من رفح وشرقا من العريش.
ونوه بأن ارتكاز قوات الصاعقة المصرية في مربع البرث كان مؤقتا كنقطة انطلاق لتنفيذ عمليات نوعية ضد العناصر التكفيرية للقضاء على أنشطتها في تلك المنطقة قبل أن تعاود عناصر الصاعقة التحرك والتمركز في منطقة أخرى أو العودة لمقر القيادة الرئيسي للكتيبة 103 في العريش.
وتابع الباحث المصري محمد الكناني: "وفقا للفيديو الذي نشره التكفيريون عن الهجوم، فإن البداية كانت بعد الفجر وقبل الشروق مباشرة وتمثلت في إطلاق قذائف الهاون والتعامل بالرشاشات الثقيلة عيار 14.5 مم القادرة على اختراق تدريع المركبات المدرعة والجدران مع الدفع بالسيارات المفخخة المصفحة المزودة بألواح من الصلب القادر على تحمل الطلقات من الأعيرة الكبيرة".
ونوه بأنه من قوة التفجير يمكننا القول إن كمية المتفجرات المستخدمة يمكن أن يصل وزنها إلى 1 طن، حيث يتم التعامل على الارتكاز الأمني بالرشاشات الثقيلة من مسافات بعيدة، وهذا تكتيك عسكري غربي يعتمد على الكثافة النيرانية العالية على النقطة المراد تدميرها أو السيطرة عليها للتأكد من القضاء على كل من فيها ومن فيها من عناصر قتالية ومعدات.
وأوضح أن الدعم الذي تحرك إلى كمين البرث لمساندته اشتبك في طريقه مع العناصر التكفيرية بالمفخخات والرشاشات الثقيلة واستشهد الملازم أول خالد مغربي بعد مهاجمة مركبته بواسطة سيارة مفخخة.
وتابع: "بدأت العناصر التكفيرية في التقدم ناحية الارتكاز الأمني من مسافة بعيدة، بعد انهيار النصف الأمامي للمبنى الرئيسي الذي كان يتواجد فيه معظم أفراد القوة، في حين أن المبني الآخر ظل سليما بمن في داخله من الأفراد، والذين صمدوا أمام الهجوم حتى النهاية".
وأكد أنه رغم التفوق العددي للعناصر التكفيرية المهاجمة، إلا أنهم كانوا ما زالوا يتبادلون إطلاق النار مع باقي أفراد القوة من مسافة بعيدة، وباقي أفراد القوة الصامدين في المبنى المتبقي من مسافة قريبة، دون أي نجاح في اقتحامه.
وأشار إلى دعم القوات الجوية المصرية بدأ بالطائرات دون الطيران المسلح طراز Wing Loong صيني الصنع، وهذا يؤكد على عدم تأخر الدعم الجوي رغم بطء تلك الطائرات، بالإضافة إلى وصول مقاتلات "إف-16".
وأضاف الباحث المصري محمد الكناني أن العناصر الإرهابية فشلت في السيطرة على ارتكاز البرث، وفشل الهجوم في تحقيق السيطرة على الأرض أو رفع العلم الأسود للعناصر التكفيرية أو حتى الاستيلاء على أسلحة أو خطف أحد أبطال الصاعقة أو حتى التمثيل بأي جثمان من جثامينهم.
وأوضح أن معظم من استشهد من أبطال الصاعقة كان بفعل انفجار السيارة المفخخة في محيط الارتكاز الأمني وانهيار الجزء الأمامي من المبنى الرئيسي.
المصدر: RT