وشدد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، العميد الركن عامر محمد الحسن، في تصريح أدلى به الثلاثاء، على رفضها "السلوك المشين الذي قامت به قوى تابعة لجهاز المخابرات العامة اليوم، بعد احتجاجها على ضعف استحقاقاتها المالية".
ووصف عامر ما تم بـ "الفوضى التي تتطلب الحسم الفوري"، وكشف عن تحرك اللجنة الأمنية بولاية الخرطوم "لحسم الفوضى"، مشيرا إلى أن "كل الخيارات مفتوحة للسيطرة على تلك التفلتات".
بدوره، اتهم قائد قوات الدعم السريع ونائب المجلس السيادي في السودان، الفريق محمد حمدان دقلو، المدير السابق لجهاز الأمن والمخابرات، صلاح قوش، بالوقوف وراء التمرد في الخرطوم.
وقال مصدر أمني سوداني لـ RT إن الجيش أمهل المتمردين 4 ساعات لإخلاء مقرات هيئة العمليات في 3 مناطق بالخرطوم.
ومساء الثلاثاء أدخل الجيش السوداني دبابات في حي كافوري بالخرطوم للتصدي للمتمردين، مع اقتراب انتهاء المهلة المقدمة لهم.
وأفاد شهود عيان بإطلاق نار كثيف في حي كافوري، حيث أحد مقرات هيئة العمليات لجهاز المخابرات العامة، بينما تحدثت لجنة أطباء السودان المركزية عن إصابة 4 مدنيين بعضهم في حالة خطيرة.
ولاحقا أفاد مراسلنا في الخرطوم بإطلاق نار كثيف في أنحاء متفرقة من العاصمة السودانية وسط استمرار تصدي الجيش لما وصفه بـ "التمرد" من قبل عناصر في جهاز المخابرات.
فيما تبين أن التمرد خرج عن حدود العاصمة، حيث بسطت قوات من هيئة العمليات على حقلي حديدة وأبو سفيان النفطيين في ولاية غرب كردفان.
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، أن الأحداث في الخرطوم تحت السيطرة، مؤكدا ثقته بالقوات المسلحة.
وقال حمدوك، في تدوينة نشرها على حسابه في موقع "فيسبوك": "نطمئن مواطنينا أن الأحداث التي وقعت اليوم تحت السيطرة وهي لن توقف مسيرتنا ولن تتسبب في التراجع عن أهداف الثورة".
وأضاف: "الموقف الراهن يثبت الحاجة لتأكيد الشراكة الحالية والدفع بها للأمام لتحقيق الأهداف العليا. نجدد ثقتنا في القوات المسلحة والقوات النظامية وقدرتها على السيطرة على الموقف".
وجرت عمليات تبادل إطلاق نار بين الشرطة العسكرية والقوة المتمردة في 3 مواقع متفرقة بالعاصمة الخرطوم، شملت حي كافوري ومنطقة سوبا شرقا علاوة على المقر الرئيسي السابق لهذه القوات شرق مطار العاصمة قرب حي الرياض.
وفي غضون ذلك، ذكر المتحدث باسم الحكومة السودانية أن هذه الأحداث لم تسفر حتى الآن عن سقوط قتلى، مشيرا إلى أن السلطات تواصل جهودها لإقناع المتمردين بإلقاء السلاح.
واتخذت السلطات قرارا بإغلاق المجال الجوي في العاصمة كلها بعد أن تم تعليق الرحلات في مطار الخرطوم وسط تمدد رقعة انتشار قوة الأمن المتمردة قربه.
وذكر شهود عيان أن عناصر من الجيش وقوات الدعم السريع والأمن طوقوا مكتبا يتبع لإدارة عمليات الأمن بشارع المطار.
بينما تحدثت تقارير عن استمرار إطلاق أعيرة نارية كثيفة في قاعدة الرياض القريبة من مطار الخرطوم.
ورفض أفراد من جهاز المخابرات العامة، في وقت سابق من اليوم، تسليم مباني هيئة العمليات رغم التوجيهات بإخلائها.
واندلع داخل معسكر تابع لجهاز المخابرات في الخرطوم إطلاق نار أثار هلع السكان، وتقرر على إثره إغلاق الطرق المؤدية لمقرات هيئة العمليات في حيي الرياض وكافوري.
وأكد جهاز المخابرات العامة، في بيان، أن مجموعة من منسوبي هيئة العمليات قد اعترضت على قيمة المكافأة المالية وفوائد ما بعد الخدمة بعد تنفيذ إعادة هيكلة الجهاز.
وأوضحت مصادر مطلعة أن قوة من الأمن السوداني بحي كافوري تابعة لهيئة العمليات أطلقت أعيرة نارية وأغلقت الطرق نتيجة تذمر أفراد من هيئة العمليات بسبب مستحقاتهم المالية بعد إعادة هيكلة الهيئة، حيث وصلوا الخرطوم لصرف مستحقاتهم ورفضوا المبالغ المرصودة بحجة أن الحقوق غير مجزية، وقاموا بحبس اللجنة بقيادة لواء أمن.
المصدر: RT