وخلال اشتداد العاصفة التي أطلق عليها اسم "لولو"، انهار ليل الأربعاء جزء من جدار المقبرة، وهي الوحيدة في المدينة، على الشارع في منطقة السوديكو في بيروت وسقطت معه أضرحة كاملة حفر عليها باللغة العبرية، كما ظهرت بعض الهياكل العظمية على الطريق العام في منطقة رأس النبع.
وتضم المدافن رفات العديد من أبناء الطائفة اليهودية في لبنان، وقدر حارس المقبرة في حديث لوكالة "رويترز" والذي رفض نشر اسمه وجود نحو خمسة آلاف شخص يهودي مدفون في المقبرة التي تعود إلى عام 1820 وما بعدها.
بدوره، أوضح الخبير في التاريخ اليهودي في لبنان والمتابع لشؤون المقبرة، ناجي زيدان، لوكالة "فرانس برس"، أن العاصفة تسببت في تضرر 4 أضرحة، مشيرا إلى أن جميعها كانت موجودة في القسم الذي يعود إلى أربعينيات القرن الماضي.
ولفت زيدان، الذي تفقد المقبرة، إلى أنه جرت تغطية الهياكل العظمية، إلا أنه لم تتم إزالتها من تحت ركام الجدار، ودعا الجهات المسؤولة إلى التدخل لضمان الحفاظ عليها.
وقال إن المقبرة تضم 3407 قبور، مشيرا إلى أنه لا يزال هناك 29 يهوديا فقط يعيشون في لبنان حاليا، خلافا لما أعلنته مؤخرا وزارة الداخلية.
وتعترف الحكومة اللبنانية بالطائفة اليهودية كواحدة من 18 طائفة في البلاد، ويعود وجود اليهود في لبنان إلى ما قبل نحو ألفي عام لكنه تضاءل على مر السنين.
ويوجد في لبنان عدد من المعابد اليهودية المهجورة مثل كنيس ماجين أبراهام في بيروت وكنيس صيدا بجنوب لبنان.
وسبق أن قدرت وزارة الداخلية اللبنانية خلال مراحل الانتخابات النيابية وجود نحو 5 آلاف يهودي على لوائح الشطب، لكن معظمهم غادروا لبنان ولم يتبق سوى أقل من مئة يهودي يعيش غالبيتهم في العاصمة أو ما كان يعرف بمنطقة وادي أبو جميل في بيروت، وغالبا ما لا يكشفون عن هويتهم جهارا.
وتسببت العاصفة الجوية في أضرار كبيرة مثل غرق عشرات المنازل في مناطق الرحاب والسان سيمون والأوزاعي القريبة بمياه الأمطار، وفي انهيارات في الجبال وتشققات بالبنى التحتية المهترئة أصلا وخصوصا منطقة المنارة على شاطئ بيروت، حيث اقتلعت أمواج البحر العاتية بلاط الأرصفة والحاجز الحديدي الذي يفصل البحر عن الطريق، إضافة إلى غرق بعض مخيمات النازحين السوريين في لبنان بمياه الأمطار الغزيرة، بينما تتوقع مصلحة الأرصاد الجوية اشتداد العاصفة خلال الساعات المقبلة.
المصدر: رويترز + فرانس برس