هي واحدة من مؤشرات عدة تؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولا باتجاه تطبيع العلاقات بين دمشق والرياض، وإعادة افتتاح السفارة السعودية في دمشق التي شهدت افتتاح سفارتي الإمارات والبحرين قبل نحو عام.
مصدر مطلع في دمشق قال لـ RT إن افتتاح السفارة "مسألة وقت فقط"، ويجري حاليا وضع الترتيبات النهائية لذلك، وأشار المصدر إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن "عودة قريبة" لاستئناف العلاقات بين البلدين، إلا أن عددا من المؤشرات الراهنة تؤكد ذلك ومنها كما يرى: ما أعلنه القائم بالأعمال الإماراتي في دمشق منذ أيام، وهو ما يشير إلى مناخ عام ضمن دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى مشاركة وفد من اتحاد الصحفيين السوريين في أعمال الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب، في الرياض وهي الدعوة الأولى له إلى السعودية.
رئيس اتحاد الصحفيين في سوريا موسى عبد النور أكد لـ RT أن الوفد السوري لم يلتق أي شخصيات رسمية سعودية، وقال إن المشاركة اقتصرت على "الحوار مع الزملاء في هيئة الصحفيين السعوديين فقط، فنحن في مهمة مهنية وليست سياسية"، كما قال.
وحول الأبعاد السياسية للمشاركة التي لم تكن لتتم لولا الموافقة السياسية، يقول عبد النور: "هنالك موافقة بالتأكيد، سواء بالنسبة لمشاركتنا نحن، أم بالنسبة لهيئة الصحفيين السعوديين التي تحركت حتما عبر الوزارات المعنية كوزارات الداخلية والإعلام"
وأكد عبد النور أنه لم يتم التطرق إلى موضوع افتتاح السفارة في دمشق، و"كل ما تحدثنا به هو الأمنيات أن تكون تلك المشاركة خطوة إيجابية في الطريق الصحيح لمصلحة سوريا والسعودية ومصلحة العرب بشكل كامل، ومن أجل إنهاء الحرب على سوريا ونأمل أن تتلوها خطوات أخرى في أكثر من اتجاه"
ويشير عبد النور إلى أن اتحاد الصحفيين السوريين طرح أن يتضمن بيان الأمانة العامة "مسألة إدانة الإرهاب والأنشطة الإرهابية التي يقوم بها الإرهابيون وطرحنا التضامن مع الصحفيين السوريين وما يتعرضون له من هذه المجموعات وآخره كان ما تعرض له فريق المركز الإذاعي والتلفزيوني في الحسكة وتضمن البيان بشكل واضح إدانة جميع أشكال مظاهر الإرهاب، والذي يهدد استقرار الشعوب"
وفي قراءته لبعض المؤشرات والتطورات الأخيرة ومنها الدعوة التي وجهتها هيئة الصحفيين السعوديين لاتحاد الصحفيين في سوريا إلى الرياض، يرى عضو مجلس الشعب السوري (البرلمان) أحمد مرعي أن تلك المشاركة قد تكون مؤشرا مهما لاستعادة العلاقات بين البلدين، وذلك في سياق المراجعة السعودية لمواقفها.وضمن إطار تلك المراجعة ثمة عدة مؤشرات حسب مرعي مثل موافقة إيران على المشاركة في "مبادرة أمن الخليج" بوساطة عمانية، وهو مؤشر على الذهاب باتجاه تفاوض وتهدئة في المنطقة، وبالتالي هو "مخرج لكل التصعيد الذي حصل فيها وخاصة بين إيران والسعودية، وهي محاولة لإنزال السعودية عن الشجرة لأنها غارقة في المستنقع اليمني وفشلت رهاناتها بالتعويل على نتائج الحرب على سوريا".
ويضيف مرعي أن المبادرة بموافقة أمريكية، "لأن الأمريكي يفاوض تحت الضغط، إذ يلوح بالتصعيد والعقوبات من ناحية، ومن أخرى يترك الباب مفتوحا للمفاوضات وقد اختلفت الاستراتيجية الأمريكية، إذ تخوض معارك بشكل غير مباشر وتحاول أن تتجنب الخسائر. والهدف اليوم التهدئة وليست الحرب".
ويختتم مرعي بالإشارة إلى تصريح لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي يتحدث عن "تهدئة تتحول إلى تسوية في اليمن وهو ما يرى مرعي أنه يؤكد نجاح الوساطة العمانية "خاصة أن اليمن هو ساحة المواجهة الحقيقية بين السعودية والمحور الآخر الذي هو محور المقاومة، وهذه الساحة يجب أن تتحول بعد الفشل السعودي إلى ساحات أخرى: مفاوضات، نقاش"
أسامة يونس -دمشق