وقالت وزارة الدفاع التركية عبر "تويتر" إن بلدة رأس العين شرقي الفرات أصبحت تحت السيطرة نتيجة عمليات ناجحة تنفذ في إطار عملية "نبع السلام" التي أطلقتها تركيا الأربعاء ضد الوحدات الكردية في الشمال السوري.
من جهتها، نفت "قسد" صحة هذا الإعلان، مشيرة إلى أنها تمكنت بعد معارك عنيفة من إحباط هجوم الجيش التركي وحلفائه.
وذكرت مصادر كردية أن قوات "قسد" قتلت 18 مسلحا من الفصائل الموالية لتركيا وأسرت 3 آخرين، كما دمرت عربة محملة برشاش "دوشكا" ومدرعة معادية.
يأتي ذلك وسط تقارير تفيد بتجدد القصف الجوي والصاروخي التركي على مدينة القامشلي وعدد من القرى والبلدات الحدودية السورية، واستمرار معارك عنيفة بين قوات "نبع السلام"، و"قوات سوريا الديمقراطية"، على المحاور الغربية لبلدة تل أبيض بريف الرقة، ومحيط وأطراف مدينة رأس العين بريف الحسكة.
وكانت مواقع سورية معارضة قد نقلت عن الناطق الرسمي باسم "الجيش الوطني السوري" الرائد يوسف الحمود قوله إن "قوات الجيشين الوطني السوري والتركي تمكنت الجمعة من إحراز تقدم كبير في العملية من خلال السيطرة على عدة بلدات على محوري تل أبيض ورأس العين".
وأوضح أن القوات المشاركة سيطرت على قريتي محربل وحلاوة بريف تل أبيض شمال الرقة، وبلدتي تل حلف وأصفر نجار والصوامع المحيطة بها بريف رأس العين شمال الحسكة.
واعتبرت مصادر معارضة أنه مع تقدم قوات "نبع السلام" من الجهتين الشرقية والغربية لرأس العين أصبحت البلدة "قاب قوسين أو أدنى لتتحرر من ميليشيا قسد"، وذلك قبل أن يعلن الجيش التركي اليوم عن السيطرة على رأس العين.
في المقابل، أشارت وكالة "هاوار" الكردية إلى أن "جيش الاحتلال (التركي) ومرتزقته" حاولوا التوغل باتجاه قرية أم حجيرة الواقعة شرقي رأس العين وباتجاه قرية أم الخير التابعة لبلدة سفح بريفها الجنوبي الشرقي وفي قرية كشتو غربي رأس العين، لكن "قوات سوريا الديمقراطية" تصدت لهم وأفشلت هذه المحاولات.
وأضافت الوكالة أن "قسد" تصدت أيضا لمحاولة الجيش التركي التوغل في قرية اليابسة غرب تل أبيض، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة في مدخل القرية بالتزامن مع القصف الجوي التركي.
وفي محور عين العرب، ردت "قسد" على قصف تركي لقرى مجاورة للبلدة باستهداف مصادر النيران، في إطار حقها بالدفاع المشروع، حسب "هاوار".
من جانبها، اعترفت وزارة الدفاع التركية في بيان لها أمس الجمعة بأن "25 من مخافرها الحدودية تعرضت لنيران من منظمة "بي كا كا/ ي ب ك" الإرهابية، من شمال سوريا".
وحسب المرصد السوري، فإن ما لا يقل عن 12 عنصرا من قوات حرس الحدود التركية قتلوا وجرحوا خلال اشتباكات بالأسلحة الثقيلة مع "قوات سوريا الديمقراطية" عند أطراف الحدود التركية السورية في منطقة عين العرب.
مصير طريق حلب - الحسكة
في تطور لافت، أعلن ما يسمى بـ"الجيش الوطني السوري" أن قواته تمكنت من السيطرة على الطريق الدولي حلب - الحسكة تماما، وقطع طرق الإمداد لـ"قوات سوريا الديمقراطية".
لكن "قسد" نفت ذلك وقالت في بيان: "تسللت مجموعة من مرتزقة الجيش التركي إلى الطريق الدولي، .. وعلى الفور، تحركت وحدات من قواتنا وتصدت لهم ولاحقتهم وتم إبعادهم عن الطريق الدولي"، مؤكدة أن "الطريق الآن مفتوح ومؤمن، وهو بالكامل تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية".
حصيلة الخسائر البشرية المتصاعدة
وأشار المرصد السوري إلى أ، حصيلة الخسائر البشرية في صفوف الأطراف المتقاتلة شرق الفرات، ارتفعت إلى 60 عنصرا في صفوف "قوات سوريا الديمقراطية"، مقابل 42 مقاتلا في صفوف الفصائل الموالية لتركيا.
وقدر المرصد عدد قتلى جنود الجيش التركي بـ6 أفراد، في حين اعترفت تركيا بمقتل 4 من جنودها.
وحسب مصادر كردية، فإن 14 عنصرا على الأقل من الفصائل السورية قتلوا أمس في اشتباكات المنطقة الصناعية شرق رأس العين، إضافة إلى نحو 40 آخرين في معارك تل أبيض.
من جانبها، أعلنت الدفاع التركية صباح اليوم عن ارتفاع عدد قتلى الوحدات الكردية منذ انطلاق عملية "نبع السلام" إلى 415 عنصرا، بعد أن كان قد بلغ 399 عنصرا، حسب بيان مساء أمس الجمعة.
وفيما يخص حصيلة الضحايا بين المدنيين، أشارت "هاوار" إلى سقوط 6 قتلى و12 جريحا جراء القصف التركي على مدن وبلدات شمال شرق سوريا أمس الجمعة، لتصل الحصيلة إلى 14 قتيلا و 46 جريحا بين المدنيين خلال الثلاثة أيام الماضية، حسب الهلال الأحمر الكردي.
وفي تركيا، أعلن صباح اليوم عن ارتفاع عدد ضحايا القصف الذي نفذته الوحدات الكردية بقذائف الهاون على مدينة سوروج التركية الحدودية، إلى 3 قتلى بعد أن أفادت تقارير أمس عن مقتل شخصين وإصابة اثنين آخرين بجروح في الحادث.
جاء ذلك بعد مقتل 8 أشخاص وإصابة 35 آخرين بجروح، في استهداف القوات الكردية لبلدة نصيبين الحدودية التركية بالصواريخ وقذائف المورتر أمس الجمعة، في حادث نفت "قسد" مسؤوليتها عنه، ملمحة في بيان رسمي إلى أن القصف قد يكون من تدبير عملاء الاستخبارات التركية وهدفه تلفيق حجة لأنقرة للتدخل في سوريا.
المصدر: وكالات