ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن المصادر التي وصفتها بأنها على علم بهذه المبادرة، أن الولايات المتحدة تعمل على دفع السعودية إلى المشاركة في مفاوضات سرية يخطط لعقدها في سلطنة عمان مع قادة الحوثيين في محاولة لتحقيق وقف لإطلاق النار في اليمن، وإنهاء الحرب المستمرة منذ 4 سنوات، والتي تعتبر جبهة متقلبة غير مباشرة في المواجهة مع إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن "هذه الخطوة قد تفتح أول قناة اتصال مهمة بين إدارة ترامب والحوثيين، في الوقت الذي تزداد فيه المخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع".
وبينت المصادر أن المفاوضات، التي تعمل على إطلاقها الولايات المتحدة، من المتوقع أن يشرف عليها الدبلوماسي الأمريكي المعروف، كريستوفير هينزل، الذي كان أول سفير لإدارة ترامب لدى اليمن.
لكن المبادرة الجديدة من ترامب تواجه، وفقا للصحيفة، عددا من العراقيل، وفي الأسبوع الماضي عين الحوثيون سفيرا جديدا لهم في إيران بعد عقد لقاءات مع مسؤولين في طهران، الأمر الذي ينظر فيه كمحاولة لتقويض المفاوضات من قبل معارضيها داخل معسكر الحوثيين.
وإضافة إلى ذلك، أشارت المصادر إلى أن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، يعتبر بصورة متزايدة في العواصم العالمية المعنية عائقا في طريق تنظيم المفاوضات، مشددة على أن اللاعبين المحوريين يدرسون حاليا سبلا لتنحيته في مسعى منهم لإطلاق العملية التفاوضية.
كما أشارت الصحيفة إلى زيادة مخاوف واشنطن من أن السعودية لا تتعامل بجدية مع فكرة وقف النزاع، و"لإقناعها بأهمية الدبلومسية"، يخطط مسؤولون أمريكيون في هذا الأسبوع لعقد لقاءات مع ممثلين رفيعي المستوى عن القيادة السعودية، بما في ذلك محادثات مخطط له بين نائب وزير الدفاع السعودي وشقيق ولي عهد المملكة، خالد بن سلمان، ووزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو.
وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكي لـ "وول ستريت جورنال"، إن الولايات المتحدة لن تبحث علنا أي مفاوضات دبلوماسية شخصية، إلا أنه أضاف أن "السفير الأمريكي لدى اليمن يتحدث مع كل اليمنيين لتحقيق مصالح الولايات المتحدة في هذا البلد".
فيما لم يصدر أي من المسؤولين السعوديين أو الممثلين عن الحوثيين أي تعليق على هذه المعلومات.
ولفتت "وول ستريت جورنال" إلى أن السلطات الأمريكية دخلت اتصالات مباشرة مع الحوثيين في السابق، حينما أجرى ممثلون عن إدارة سلف ترامب، باراك أوباما، لقاء سريا في حينه مع قادتهم في عمان عام 2015، بعد عدة أشهر من اندلاع الحرب، للتوصل إلى وقف إطلاق نار في اليمن والإفراج عن الأمريكيين المحتجزين لدى المسلحين اليمنيين.
إلا أن إدارة ترامب، الذي تولى الرئاسة في يناير 2017، لم تجر بعد، حسب الصحيفة، أي مفاوضات جدية مع الحوثيين باستثناء لقاء مع ممثلين عنهم في مؤتمر السويد المنعقد شهر ديسمبر الماضي برعاية الأمم المتحدة.
الجهود الجديدة للسلطات الأمريكية حول حل النزاع تأتي في الوقت الذي تواجه فيه إدارة ترامب معارضة فريدة من نوعها من قبل الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس الأمريكي، بسبب سياسة واشنطن لدعم عمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، على الرغم من التقارير العديدة حول مقتل آلاف الأشخاص المدنيين جراء مع يوصف بـ "الضربات العشوائية" لقواته.
المصدر: وول ستريت جورنال