مباشر

جهيمان العتيبي وجماعته.. الطريق من الاعتراض الناعم إلى الهجوم الدموي

تابعوا RT على
كشف ناصر الحزيمي أحد أعضاء "الجماعة السلفية المحتسبة" التي احتلت الحرم المكي عام 1979 جانبا من مراحل تدرج جهيمان العتيبي متزعم التنظيم في الإرهاب.

ونقل الكاتب محمد الساعد عن الحزيمي قوله في حوار تلفزيوني إن الإرهاصات بدأت قبل الحادثة الدموية بعقود، وخاصة بعد ترك جهيمان الوظيفة الحكومية وتأسيسه جماعة دينية لديها آراء مخالفة لما عليه واقع الناس بدءا بالصور المعلقة على الجدران والمجسمات البشرية التي تعرض عليها الملابس في المحلات التجارية، وصولا إلى محاولة تغيير نظام الحكم على إثر احتلال الحرم.

وتساءل الكاتب قائلا: من يصدق أن موضوع الصور و(المنكانات) الذي نظر إليه وقتها على أنه (بسيط) وبكثير من التندر والتغاضي سيؤدي بعد خمسة عشر عاما إلى واحدة من أكبر الأحداث الدموية في التاريخ الإسلامي، من حيث الفكرة التي استخدمت، والمكان وقدسيته وعلاقة الإسلام والمسلمين به.

وأشار الحزيمي إلى أن أمر الجهيمي وجماعته بدأ يتضح من خلال الاعتراض "الناعم" على الصور البشرية في واجهات المحلات من دون المساس بها وانتهى لهم بعد أن جسوا النبض على اعتراضاتهم الناعمة إلى "الهجوم على المحلات التجارية المحيطة بالحرم النبوي الشريف وتكسير" المجسمات البشرية في واجهات الملابس.

وكشف أن تفكير هؤلاء الأفراد المعترضين انتقل "إلى العمل ضمن جماعة منظمة تحت الأرض، بعدما أنشؤوا مقرا سريا ومجلس إدارة، سمي في ما بعد (بيت الإخوان)، ويقع في الحارة الشرقية بالمدينة المنورة، وأصبحت الجماعة السرية تتوسع تدريجيا وتستقطب مجاميع إضافية، وتبث التحريض بين الناس".

ووصف سلوك هذه الجماعة المتطرفة بأنه كان "اعتراضا ناعما تبعه فعل خشن في ما بعد، لم يكن أحد ممن تابع الأمر في بدايته يتوقع، ولو للحظة عابرة، أن تلك الاعتراضات الشفوية ستجر المجتمع كله إلى صدام عنيف وافتراق عميق، جاء على رأسه الصدام العسكري داخل الحرم إثر احتلاله ممن بدأ بإنزال الصور وتكسير الواجهات قبل سنوات".

وقارب الكاتب بدايات تلك التجربة الدموية والمأساوية بالواقع الراهن، وقال: "اليوم وعلى اختلاف الصورة والزمن يستبدل (المعترضون) أنفسهم الصور بالفعاليات والأنشطة، ويقومون أيضا بالتذاكي نفسه وتصوير اعتراضهم على المشروع الحضاري الذي تشهده المملكة بأنه رأي "ناعم" لا يتعدى مطعم "كباب" يفتح الموسيقى، أو التجييش ضد حفل غنائي، مستخدمين قميص العداء للحوثيين، أو مطالبين بتشجير الجبال والأودية ووضع الأراجيح فيها بدلا من نشر المسرحيات.

وأضاف: بالطبع تغيرت الأدوات لكن الهدف واحد، وهو إزالة ما لا يستسيغونه ولا يريدونه بحجة حب الوطن أو الخوف عليه حتى يعيدوا صف المعترضين خلفهم مرة أخرى، متمنيا ألا يشابه ما نراه اليوم احتلال الحرم.

المصدر: "عكاظ"

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا