وتشمل ما تسمى بخطة "السلام من أجل الازدهار" إنشاء صندوق استثمار عالمي لدعم اقتصادات الفلسطينيين والدول العربية المجاورة ويبلغ حجم الخطة 50 مليار دولار ومن المتوقع أن يطرحها جاريد كوشنر صهر ترامب خلال مؤتمر في البحرين هذا الأسبوع.
لكن تغييب حل سياسي قالت واشنطن إنها ستكشف عنه لاحقا، أثار رفضا ليس من الفلسطينيين فحسب ولكن أيضا في الدول العربية التي تسعى إسرائيل إلى إقامة علاقات طبيعية معها.
ومن السودان إلى الكويت، استنكر معلقون بارزون ومواطنون عاديون مقترحات كوشنر بعبارات مماثلة بشكل لافت للانتباه مثل "رشوة للتسوية" و"رشوة لبيع القضية" و"مضيعة هائلة للوقت" و"فاشلة" و"مصيرها الفشل منذ البداية".
وقال المحلل المصري جمال فهمي: "الأوطان لا تباع، حتى مقابل كل أموال العالم... هذه الخطة هي من بنات أفكار سماسرة العقارات لا الساسة. حتى الدول العربية التي توصف بأنها معتدلة غير قادرة على التعبير علنا عن دعمها".
وقال سركيس نعوم المعلق بجريدة النهار اللبنانية: "هذه الخطة الاقتصادية، مثلها مثل غيرها، لن تنجح لأنها بلا أساس سياسي".
ورفضت منظمة التحرير الفلسطينية خطط كوشنر باعتبارها "وعودا نظرية" وأصرت على أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للصراع وقالت إنها محاولة لرشوة الفلسطينيين لقبول الاحتلال الإسرائيلي.
وستتم مناقشة مقترحات كوشنر الاقتصادية في اجتماع تقوده الولايات المتحدة يومي 25 و26 يونيو حزيران. وقاطعت السلطة الفلسطينية الاجتماع ولم يوجه البيت الأبيض الدعوة للحكومة الإسرائيلية.
وستشارك في المؤتمر دول الخليج العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة بما فيها السعودية والإمارات، إلى جانب مسؤولين من مصر والأردن والمغرب ولن يحضر لبنان والعراق.
ووصف "حزب الله" اللبناني الخطة بأنها "جريمة تاريخية" يجب وقفها.
يعتقد محللون عرب أن الخطة الاقتصادية تمثل محاولة لشراء معارضة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية برشوة قيمتها مليارات الدولارات للدول المجاورة التي تستضيف ملايين اللاجئين الفلسطينيين من أجل دمجهم.
وقال صفوان المصري الأستاذ بجامعة كولومبيا "من المضلل أن نقول إن هذه الخطة اقتصادية بحتة لأنها لها بعد سياسي له آثار تتعارض مع الطموحات السياسية".
وتوقع الباحث الكويتي ميثم الشخص أن تكون واشنطن غير قادرة على تنفيذ الخطة من خلال الدبلوماسية وقد يتعين عليها فرضها بالقوة، وقال "أعطى (ترامب) إسرائيل القدس والجولان، وفي كل يوم يقدم لهم هدايا على حساب العرب".
المصدر: "رويترز"