تعميم الوزارة المذيل بتوقيع معاون الوزير غياث الفراح، يستند إلى قانون صدر في 23/3/1952، (المرسوم 180 المتضمن نظام الحانات، وأجري عليه بعض التعديلات عام 1976).
ويستند التعميم إلى المادة 11 من المرسوم التي تقول: "تغلق الحانات والملاهي حتماً ليلة المولد النبوي الشريف وليلة 27 رجب وليلة منتصف شعبان وليلة 27 رمضان، من كل سنة"
ويطلب التعميم من أصحاب المنشآت السياحية عدم تقديم المشروبات والبرامج الفنية ليلة 27 رمضان، "تحت طائلة اتخاذ الإجراء القانوني في حال المخالفة"
ومع الضجة التي أثارها التعميم غاب أي تصريح رسمي من وزارة السياحة، وقد حاولنا الاتصال بمعاون الوزير غياث الفراح، دون جدوى إذ كان قد أغلق هاتفه.
مواقف متباينة
ردود الفعل حول القرار كانت باتجاهين: معارض له يرى فيه اعتداء على الحريات الشخصية وعلى العلمانية، ومؤيد يجد فيه احتراماً للمسلمين الصائمين، وكان لافتاً في مواقف معارضي القرار أنهم وجدوا فيه نوعاً من التناغم بين وزارتي: السياحة والأوقاف.
عدا المواقف المتشنجة في الاتجاهين إذ ثمة من طالب بإغلاق تلك المنشآت وخاصة في شهر رمضان، وثمة من طالب الحكومة ساخراً "بتسيير دوريات شرطية تتابع من يتلهى عن دينه".
إلا أن كثيرين اتفقوا على ذكر حقيقة أن ذلك التعميم ليس جديداً، وأنه كان يصل كل عام إلى المنشآت السياحية.
الباحث نبيل فياض أشار إلى أن "القرار قديم منذ عهد الانقلابات السورية 1952 ولا جديد، كل سنة يتم ارسال نفس التعميم، لذا لا داعي للاستغراب بل طالبوا قانونيا بإلغاء هذا المرسوم القديم"
عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي طارق الأحمد كتب: "لكي توضع ضوابط للمجتمع فهذا لا يصدر بقرار من أي سلطة تنفيذية.. لأنها بذلك تتضمن اتهاما غير مباشر باللاأخلاقية في التصرف المعاكس... وهي وكأنها تشرعن عملا باقي أيام السنة.. لتمنعه في أيام محددة... وتقع في تناقض أخلاقي أصلا".
مؤامرة
وثمة من وجد في إثارة الموضوع "إساءة للدولة السورية"، من "طابور خامس"، وهي الرؤية التي كتبها الأستاذ الجامعي أنطوان شار، وشاركها عدد من الأشخاص والإعلاميين، قال شار:
"قراصنة الفيس بوك والطابور الخامس المجند للإساءة لسورية لقوا من تعميم وزارة السياحة بخصوص إغلاق الملاهي وعدم تقديم المشروبات الروحية في ليلة القدر وسيلة تسلية جديدة للإساءة للدولة السورية. لك يا مندسين هاد التعميم موجود من عشرات السنين ويتم تنفيذه احترامآ وتقديسآ لتلك الليلة المباركة"
ووسط ذلك الجدل، كان ثمة من لم يُعر الموضوع أي اهتمام، وكذلك كان ثمة من كتب: "في قصص أهم من إلغاء حفلات وملاهي، طعموا الناس الجوعانة، أعطوا بيوت للناس اللي مالها غير الله".
أسامة يونس - دمشق