ووفقا لوكالة الأنباء السورية "سانا"، فقد ألحقت المجموعات الإرهابية قبل اندحارها من مدينة أفاميا، أضرارا بأعمدة المدينة وسوياتها الأثرية، وخربت متحف اللوحات الفسيفسائية، فضلا عن قيامها بأعمال حفر، ممنوعة دوليا، في المدينة الأثرية.
وقال رئيس دائرة الآثار والمتاحف في حماة، عبد القادر فرزات، إن "شارع الأعمدة الذي يبلغ طوله 1850 مترا، شهد أكبر التعديات من قبل الإرهابيين حيث كان يضم سابقا 1200 عمود، من أندر الأعمدة على مستوى العالم، وأهمها تاريخيا وأثريا، نظرا لهندستها الحلزونية الفردية، التي تسمح بكسر الضوء وتحويل مساره، فضلا عن التعديات على المسرح والكنيسة وغيرها من الأماكن".
ولفت فرزات إلى أن المجموعات الإرهابية "استخدمت الآليات الثقيلة في عمليات التنقيب الهمجي عن الآثار لسرقتها وتهريبها إلى تركيا، ما أدى إلى طمس المعالم الأثرية داخل المدينة، وعمدوا إلى كسر أبواب القاعات والمستودعات، إضافة إلى تخريب شواهد القبور والأعمدة التيجانية".
وكشف فرزات أن "أهم ما تم تخريبه، هو العمود الزمني الفريد من نوعه والموجود داخل المتحف، نظرا لرمزيته التاريخية، فهو يقيس المسافة بين مدينة "أفاميا" الأثرية، ومدينة "الرفنية" الواقعة جنوب مصياف، بطول 21 ميلا، كما هو مكتوب عليه".
ولفت إلى أنه "لا يمكن حصر القطع المسروقة في المتحف، إلا بعد إجراء جرد كامل وتشكيل لجنة لذلك".
وختم فرزات بالقول إن "دائرة آثار حماة، ستقوم بتوثيق كامل التعديات وأعمال التخريب التي طالت آثار مدينة "أفاميا"، ومراسلة الجهات المسؤولة لمخاطبة الجهات الدولية المعنية عن حماية الآثار عالميا، بهدف فضح الجرائم المرتكبة بحق هذه المواقع، وخاصة مدينة "أفاميا"، التي هي قيد التسجيل على لائحة التراث العالمي".
وشهدت آثار سوريا، منذ اندلاع الحرب عام 2011، أعمال تخريب ونهب وتهريب، وتعمل السلطات السورية لإعادة ترميم آثارها بمساعدة اليونيسكو، وروسيا التي أوفدت مجموعة من خبراء الآثار في العامين الماضيين لترميم الآثار السورية التي تضررت جراء الحرب، وبالأخص آثار مدينة تدمر.
المصدر: "سانا"