وخلال جلسة تصويت انعقدت، يوم الخميس 2 مايو الجاري، في مجلس الشيوخ التابع للكونغرس الأمريكي، واجه فيتو ترامب معارضة 53 سيناتورا فقط، فيما أيده 45 عضوا، ما منع حشد أغلبية الثلثين اللازمة لإبطال حق النقض، رغم انضمام بضعة أعضاء جمهوريين من رفاق ترامب إلى الديمقراطيين في دعم ما يعرف بمشروع قانون صلاحيات الحرب.
وبغض النظر عن فشلهم في تجاوز فيتو ترامب، أكد داعمو مشروع القرار أن تحركهم يلفت الاهتمام العام بالأوضاع في اليمن بسبب عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية.
وتبنى مجلس الشيوخ مشروع قرار يطالب سيد البيت الأبيض بوقف أعمال التحالف العربي في اليمن، فيما أيده في أبريل أيضا مجلس النواب، لكن ترامب فرض حق النقض على هذا المشروع، مبررا هذا الإجراء بالقول إنه سيؤثر سلبا على سير علاقات الولايات المتحدة مع السعودية، أكبر حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وأصبح هذا الفيتو الثاني الذي استخدمه ترامب منذ توليه الرئاسة، في يناير 2017، حيث سبق أن لجأ إلى النقض في مارس 2019 عندما قام بعرقلة قرار للكونغرس دعا إلى إلغاء حالة الطوارئ على حدود الولايات المتحدة مع المكسيك.
وقال مؤيدو القرار إنهم يريدون استعادة سلطات الكونغرس الدستورية في إعلان الحرب، وتوجيه رسالة قوية إلى التحالف بقيادة السعودية في اليمن بشأن الخسائر المدنية الهائلة للحرب الأهلية المستمرة منذ نحو أربع سنوات.
كما يشعر كثير من أعضاء الكونغرس بالغضب أيضا إزاء سجل حقوق الإنسان في السعودية، وهو ما عززه مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده باسطنبول، في 2 أكتوبر من العام الماضي.
ويمثل فشل الكونغرس في تجاوز فيتو ترامب انتصارا ملموسا لسياسة البيت الأبيض القائمة على مواصلة دعم المملكة والتعاون معها، الأمر الذي شدد الرئيس الأمريكي على ضرورته مرارا في ظل الضجة بسبب مقتل خاشقجي.
المصدر: وكالات