وذكرت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الجمعة أن النساء اللواتي تم نقلهن إلى المخيم الواقع في محافظة الحسكة، بعد أن خرجن من آخر المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش" في شرق الفرات، يجبرن باقي النازحين على الالتزام بالقواعد الصارمة المعتمدة من قبل التنظيم الإرهابي، ويشكلن مشكلة ملموسة بالنسبة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" ذات الغالبية الكردية والتي تسيطر على المنطقة بدعم من الغرب.
وأشار مسؤولون أكراد للصحيفة إلى أن المتطرفات اللواتي يقودهن نساء من دول أخرى مثل مصر والمغرب وتونس، يهددن بسكاكين الذين يعتبرنهم "كفارا" ويرشقنهم بالحجارة ويحرقن خيمهم، كما أكدت مصادر استخباراتية كردية أن المتشددات أنشأن خلايا داخل المخيم لتطبيق "العقوبة" بصورة منظمة.
واعتدت المتطرفات غير مرة على موظفين طبيين ورجال إغاثة يعملون في المخيم، واحتشدت مؤخرا عشرات المتشددات الأجنبيات أمام سياج المخيم وهتفن بشعارات غاضبة ضد الحراس الأكراد.
وارتفع عدد المقيمين في مخيم الهول من تسعة آلاف إلى 73 ألف شخص منذ أوائل ديسمبر، نتيجة لنقل "قوات سوريا الديمقراطية" ألوف النساء والأطفال الذين خرجوا من بلدة الباغوز التي كانت حتى الآونة الأخيرة آخر جيب للتنظيم الإرهابي في شرق الفرات.
وتغير الوضع في المخيم جذريا إثر وصول هؤلاء الأجنبيات إليه، حيث أوضح مسؤول كردي أن النساء النازحات لم يرتدن الحجاب قبل ذلك، لكن اليوم لا يمكن لقاء طفلة غير محجبة في عمر يتجاوز ثماني سنوات في الهول، وذلك بسبب خوفهن من العقوبة.
وأوضح مسؤول العلاقات العامة في إدارة المخيم محمد بشير أن بعض النازحين كانوا أصلا من ذوي التوجهات المحافظة، لكنهم ازدادوا تشددا إثر وصول "عوائل الدواعش" إلى المخيم، وهذا ما يؤدي إلى التصعيد من حدة التوتر.
وعلى الرغم من احتجاز عدد من قادة المتطرفات، تقر إدارة المخيم بعجزها عن حماية جميع النازحين من "الداعشيات".
ويعرب مسؤولون أكراد عن مخاوفهم من إمكانية أن يصبح المخيم مرتعا للتطرف.
المصدر: واشنطن بوست