وكتبت وكالة "فرانس برس" أن المسجد الذي أراد بوتفليقة أن يكون رمزا لحقبة حكمه، يبقى في نظر مواطنيه رمزا لتبديد المال العام.
ويطل جامع الجزائر على خليج العاصمة المتوسط، بلون حجارته البيضاء، وتبلغ مساحته 20 هكتارا بينما ترتفع مئذنته 265 مترا وهي بذلك الأعلى في العالم، ويمكن مشاهدة بنايته من محيط عشرات الكيلومترات.
ووفقا للوكالة، فإن أغلب الجزائريين يعتبرون أن بوتفليقة أصيب بـ "جنون العظمة" وأن هذا المسجد مثال على "تبذير كبير" للمال العام، حيث تجاوزت كلفته المرتفعة أصلا 1,2 مليار دولار- بسبب تأخر الأشغال التي انطلقت سنة 2012 من طرف شركة صينية والتي ما زالت تعمل إلى اليوم.
وخلف مبنى المسجد الرائع وعلى بعد 100 متر يوجد مسجد حي صغير. وفي الرصيف جلس أحد سكان الحي في السبعين من العمر، وقال إنه تابع بناء القبة المثيرة للإعجاب من نافذته يوما بعد يوم. وقال بلغة الشيخ الحكيم "صحيح أنه تحفة ولكن ... المستشفيات، هذا ما نحتاج إليه".
وقالت إيمان وهي طبيبة تبلغ من العمر 26 عاما: "ليس لدي أي شيء ضد هذا المسجد، لكن هذه المليارات كان يمكن استخدامها لتحسين منظومة الصحة التي تحتاج إليها البلاد".
وأطلقت على شبكات التواصل الاجتماعي، عرائض لتحويل مسجد الجزائر إلى "أكبر مستشفى في الجزائر". وانتشرت عبر الإنترنت رسومات وصور مركبة تجسد ذلك.
وذهبت جزائرية أخرى تدعى فلة أبعد من ذلك واعتبرت أن "هذا المسجد يظهر فقط أنهم (المسؤولون) كلهم لصوص".
واعتبرت، كما العديد من الملاحظين، أن عبد العزيز بوتفليقة "أراد منافسة" الحسن الثاني ومسجده الكبير في الدار البيضاء المطل على البحر، الذي كان يعد أكبر مسجد في إفريقيا قبل بناء هذا المسجد قبالة البحر الأبيض المتوسط.
المصدر: أ ف ب