على خلفية نتائج أولوية للانتخابات تظهر تقدم نتنياهو الذي يواجه اتهامات في قضايا فساد بفارق هش على منافسه الرئيسي في الصراع من أجل كرسي رئيس الحكومة بيني غانتس، أشارت المجلة في تقرير نشرته اليوم الأربعاء إلى أن هذا الفوز المتوقع يتيح لرئيس الوزراء تحقيق حلمه القديم، وهو استئصال آمال الفلسطينيين في امتلاك دولة خاصة بهم، ما يجعل خطة السلام الأمريكية الجديدة المعروفة بـ"صفقة القرن" تولد ميتة.
وذكرت المجلة أن نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينتهجان أكثر فأكثر سياسة فرض الأمر الواقع على الأرض، ما يضع الزعيم الإسرائيلي في موقع يتيح له إملاء شروطه التي تمنع الفلسطينيين من إقامة دولتهم إطلاقا أو ربما تسمح لهم بإقامة دويلة مجزأة لن تكون إلا "مستعمرة عقابية قذرة".
ونقل التقرير عن جلعاد شير، قائد أركان الجيش الإسرائيلي في عهد رئيس الوزراء يهود باراك، وهو الذي شارك في مفاوضات كامب دافيد مع الفلسطينيين عام 2000، قوله: "إذا وصل نتنياهو إلى الحكم فإن ذلك يقلص دون أدنى شك فرص قيام كيان (فلسطيني) كهذا حتى مستوى الصفر تقريبا".
وذكرت المجلة أن ترامب وصهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر اللذين أمضا أكثر من عام على إعداد "صفقة القرن" كانا قد وفرا لنتنياهو معظم ما كان يسعى إليه منذ عودته إلى الحكم عام 2001، وما انعكس بوضوح في تصريحاته المسجلة بأنه يعمل من أجل "دفن اتفاقات أوسلو".
ولفتت المجلة إلى أن نتنياهو هو على ما يبدو صاحب المبادرة، فيما تأخذ إدارة ترامب أحيانا تلميحات منه.
وأشارت المجلة إلى أن نتنياهو الذي تحلت سياساته تجاه الفلسطينيين باليقظة في البداية، حصل على "تفويض مطلق" من البيت الأبيض بعد تولي ترامب مقاليد الحكم، حيث اتخذت الإدارة الأمريكية قرارات مثيرة غير مسبوقة، بما فيها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل والاعتراف بسيادة الدولة العبرية على الجولان السوري المحتل.
وأعرب السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل دان شابيرو عن تشاؤمه إزاء مستقبل التفاوض بين تل أبيب والفلسطينيين مهما كانت نتائج الانتخابات، موضحا أن نتنياهو في حال بقائه في الحكم سيتعرض لضغوط من قبل زملائه في ائتلاف يساري حاكم مستقبلي، لتطبيق وعوده الانتخابية، أكبرها ضم المستوطنات العبرية في الضفة الغربية.
غير أن نتنياهو قد يدفع الثمن في حال تطبيقه وعوده الانتخابية ، لأن هذه الخطوة تهدد تل أبيب بنفس جهودها لبناء تحالفات إقليمية، وخاصة مع المملكة السعودية، بالإضافة إلى وقف التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية في الضفة.
وحذر نيمرود نوفيك، المستشار السياسي السابق للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، من أن مصادقة الكنيست على ضم مستوطنات الضفة ستتسبب فورا بـ"تأثير الدونينو"، وسيُضطر الجيش الإسرائيلي في هذه الحالة إلى فرض سيطرته على كامل المنطقة التي يقيم فيها 2.6 مليون فلسطيني من أجل تفادي وصول "حماس" ومجموعات مسلحة أخرى إليها.
المصدر: فورين بوليسي