بدأ المشروع بإنتاج وتطوير طائرة أسرع من الصوت بمساعدة شركة إسبانية، وكان المهندس الألماني المشهور ويلي مسريشميت المسؤول عنه، حيث قام بتصميم طائرة خفيفة الوزن أسرع من الصوت وتمت تسميتها بـ HA-300 P.
وانطلق المشروع في مصر بشراء التصميم الذي لم ينفذ بعد إنهاء إسبانيا دعمها للمشروع عام 1960، وبذلك انتقل المشروع إلى مصر، ودعي له خبير المحركات النفاثة فريدناند براندنر لتصميم محرك جديد للطائرة، ووفرت أماكن الاختبار والورش الخاصة بالطائرة والمحرك في حلوان جنوب شرق القاهرة.
واختبر محرك من طراز بريستول أورفيوس من إنتاج شركة رولز رويس عليها، إلا أن مصر لم تقتنع بأدائه كما أن الرئيس المصري وقتها رأى أن الاعتماد على محرك بريطاني يشكل تهديدا للأمن القومي المصري ذلك نظرا لحالة العداء المتبادل بين مصر وبريطانيا وقتها، خاصة أنه هناك حربا كانت بينهما عام 1956 "العدوان الثلاثي"، وقامت مصر بتصنيع وإنتاج المحرك E3-300 الأفضل.
تم تجربة المحرك الجديد E-300 لأول مرة في شهر يوليو عام 1963 في حين أن النموذج التجريبى للطائرة HA-300 جرب في 7 مارس 1964
ومن الأسباب التي أدت إلى توقف المشروع الضغط الإسرائيلي الأمني المستمر، حيث تم إرسال رسائل تهديد للمهندسين الألمان والنمساويين المشاركين في المشروع إضافة إلى المهندسين المصريين، وأتبع الموساد ذلك بإرسال طرود مفخخة لهؤلاء المهندسين لإخافتهم وإجبارهم على الرحيل من مصر، وبالفعل مات وأصيب بعضهم فنجحت الجهود الإسرائيلية إلى حد كبير.
بالإضافة إلى ذلك كانت هناك مشاكل مالية في مصر وتوافر عدد كبير من الطائرات الروسية، المنخفضة السعر خصيصا لمصر لتدعيم موقفها في الحرب، ونظرا أيضا لانعدام الدعم العربي عسكريا لمصر في الحرب، اضطرت القاهرة إلى إلغاء المشروع في عام 1969.
وكلف هذا المشروع الحكومة المصرية أكثر من 135 مليون جنيه مصري أي ما يوازي حاليا 14 مليار جنيه مصري أو 2.3 مليار دولار أمريكي، وتم استخدام المحرك E-300 في المقاتلات الهندية HF-24 Marut.
ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها RT، فإن النماذج الخاصة بالمقاتلة توجد في ألمانيا ومصر، ويوجد نموذج في متحف الطيران بألمانيا، ونموذج آخر في متحف الطائرات بقاعدة الماظة العسكرية بمصر، ونموذج آخر بمصنع حلوان الحربي للطائرات.
وتمت صناعة نماذج من المقاتلة التي أطلق عليها اسم "القاهرة 300" في مصر وهي النموذج V1، والنموذج V2، والنموذج HA-300 V3، وبناء على نتائج اختبارات الطيران لكل نموذج عدل النموذج اللاحق له إما لتلافى عيوب ظهرت أثناء الاختبارات، أو لتحسين الأداء وصولا للنموذج الثالث V3، والذى وصل لمرحلة النضوج والإنتاج.
المصدر: RT