الخبراء المصريون في هذا الصدد يجمعون على أن تلك الاتفاقية أبعدت مصر عن المواجهة المباشرة مع إسرائيل.
ويؤكد الباحث المصري جمال شقرة في تصريحات لـRT، بمناسبة الذكرى الأربعين لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل على أن هناك مرحلة جديدة من مراحل الصراع قد بدأت، ومصر تعي ذلك جيدا وجاهزة لكل الاحتمالات.
وتابع: "إسرائيل كانت تحلم ومنذ اللحظات الأولى لثورة يوليو بتحييد مصر وإبعادها عن الصراع العربي الإسرائيلي، حيث اجتمع وقتها الكنيست ووجه رسالة في السنوات الأولى لثورة يوليو للضباط الأحرار طالبهم فيها بتحديد أولوياتهم من الدولة العبرية."
ونوه بأنه عندما لم يتلق الكنيست ردا، حاول التفاوض المباشر وغير المباشر مع الضباط الأحرار، لكن موقف عبد الناصر كان صارما وقال إنه: "لا يمكن التفاوض مع دولة لا نعرف لها حدودا جغرافية".
من جانبها، قالت الإعلامية المصرية والكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي والتي وصفت اتفاقية كامب ديفيد بـ"اليوم الأسود"، خلال حديث لـRT إن الهدف الأساسي من هذه المعاهدة هو إخراج مصر من "الصراع العربي الإسرائيلي" واستفراد تل أبيب ببقية الدول العربية، حيث أن خروج مصر أدى لمرحلة تعيسة في الوطن العربي، والسادات وضع الأولوية لعلاقات مصر مع إسرائيل ولم يضعها مع الدول العربية.
وأشارت الشوباشي إلى ما قاله كيسنجر ذات يوم: "إن أكبر ضمان لبقاء إسرائيل تفتيت المنطقة لدويلات عرقية وطائفية."
ويصادف الثلاثاء 26 مارس ذكرى توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، في واشنطن عام 1979 في أعقاب اتفاقية كامب ديفيد لعام 1978، ووقع عليها الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن، برعاية رئيس الولايات المتحدة آنذاك جيمي كارتر.
القاهرة – ناصر حاتم