نيقولاي ريمسكي- كورساكوف .. جسد في موسيقاه المواضيع التأريخية والتراث الشعبي الروسي
تابعوا RT على
يؤكد جميع دارسي الإبداع الموسيقي للملحن الرومانسي الروسي ريمسكي-كورساكوف انه يتميز بالإصالة الشعبية الروسية .
وتحتل مكانة الصدارة في أعماله 15 اوبرا والسويتة السيمفونية "شهرزاد" المستوحاة من حكايات ألف ليلة وليلة. وكان ريمسكي-كورساكوف أحد أعضاء جماعة المؤلفين الموسيقيين "العصبة الجبارة".
ولد نيقولاي ريمسكي كورساكوف (1844-1908) في مدينة تيخفين القريبة من نوفغورود في أسرة نبلاء ، وبرزت مواهبه الموسيقية في سن مبكرة. وعندما بلغ سن 12 عاما أرسل حسب تقاليد العائلة للدراسة في الكلية البحرية الحربية في سانكت -بطرسبورغ وأمضى فيها أربعة أعوام. وخلال هذه الفترة كان يرتاد مسارح الاوبرا ويأخذ دروسا خصوصية في العزف على البيانو. وكان بحكم كونه ضابطا بحريا يجوب البحار ويزور العديد من بلدان اوروبا والامريكتين على متن الطراد "ألماز". وعندما تعرف على بالاكيريف انضم الى جماعة " العصبة الجبارة" وسنحت له الفرصة لدخول المجتمع الموسيقي في المدينة.وعزفت سيمفونيته الأولي في عام 1865 في المدرسة الموسيقية المجانية التي أسسها بالاكيريف.
وتجسد أعماله الأوبرالية تنوع الأساليب والمعالجات الدراماتيكية والتلحينية . علما أن السمة المميزة الأساسية لإبداعه هي الألحان الغنائية. والاتجاهان الرئيسيان لإبداعه هما : اولا- التاريخ الروسي ، وثانيا- عالم الحكايات والملاحم . وقام بنشر الكثير من الاغاني الشعبية ، كما انجز أعمال زملائه بعد وفاتهم ومنهم دارغوميجسكي وموسورغسكي وبورودين.وأسس ريمسكي - كورساكوف مدرسة للمحلنين وعمل مدرسا ثم مديرا لكونسرفتوار بطرسبورغ. ونشر كتابا حول الهارمونيا (1884) وكتابا آخر حول تنظيم الأوركسترا (1896). وجسد الملحن معارفه وخبرته بالإضافة الى الأوبرات في بعض المؤلفات الأخرى مثل السيمفونية الثالثة ورباعي الوتريات والمقطوعات السيمفونية الرائعة " الكابريشيو الاسبانية " و" شهرزاد" و" دوبينوشكا". ومن أهم أوبراته " فتاة الثلج" (1882) و"سادكو"(1898) و"الديك الذهبي"(1909). ولدى قيام ثورة عام 1905 بروسيا إحتج ريمسكي- كورساكوف على تعسف السلطات لا سيما حيال طلاب الكونسرفتوار وقدم استقالته من منصب المدير. وفي عام 1908 توفي بعد أن عانى طويلا من داء احتشاء عضلة القلب.