وبالنسبة لذوي البشرة البيضاء (بخلاف المجموعات الأخرى)، وُجد أن العزلة تزيد بشكل كبير من خطر إصابتهم بالسرطان، أما ذوو البشرة السمراء، فإن الوحدة تضاعف خطر الموت المبكر لديهم.
وزادت العزلة الاجتماعية من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 60% لدى الرجال البيض، و84% لدى النساء منهم.
وبالنسبة للجميع، فمن الجلي أن التفاعل الاجتماعي ضروري للبقاء على قيد الحياة، حيث يؤدي عدم التواصل البشري إلى ارتفاع ضغط الدم والإصابة بالالتهابات، كما يتحول الكثير منا إلى عادات غير صحية، لا تؤدي إلا إلى تسريع جميع المشكلات السابقة.
وتسلط الدراسة الضوء على تضاعف حدة المخاطر الحقيقية للوحدة، التي يمكن أن تتفاقم في مواسم الأعياد، وهو الوقت الذي يشعر فيه الكثيرون بالحاجة لأن يكونوا محاطين بأحبائهم.
وتختلف العزلة الاجتماعية عن الشعور بالوحدة، التي تعتبر سيناريو مؤقت، بينما تعد العزلة عبارة عن نقص طويل الأمد في الاتصال مع الآخرين أو المجتمع.
وتعد هذه الدراسة من بواكير الأبحاث التي أكدت على المخاطر الملموسة للعزلة الاجتماعية، لكل مجموعة عرقية.
وفي السابق، أظهرت الدراسات التي تربط بين العزلة الاجتماعية ومخاطر الوفاة، وجود خطر على الأشخاص البيض، دون سواهم، وسعى الباحثون إلى توضيح أن الاتصال البشري هو مفتاح البقاء.
وخلال القرن الماضي، تطور فهمنا للأهمية التطورية للتفاعل المادي والاجتماعي بشكل كبير. ولقرون عرفنا أن العزلة ليست أمرا جيدا، لكن الدراسات الحديثة أظهرت أن العزلة الاجتماعية يمكن أن تكون خطيرة مثل تدخين السجائر.
وقام فريق بقيادة، كاساندرا الكاراز، مديرة أبحاث التفاوتات الصحية في الجمعية الأمريكية للسرطان، بتحليل بيانات 580 ألف و182 من البالغين المسجلين في دراسة الوقاية من السرطان أعوام 1982/1983، وتمت متابعتهم لغاية عام 2012.
وجمعت الدراسة، التي استغرقت 30 عاما، معلومات عن مختلف العوامل الاجتماعية لكل شخص، مثل؛ عدد الأصدقاء المقربين أو الأقارب، وعدد مرات الالتقاء بهم، سواء أكانوا متزوجين أو مطلقين أو غير متزوجين، وعدد المرات التي عانوا فيها من الوحدة.
وبناء على ذلك، أعطى الباحثون كل شخص "درجة" من العزلة الاجتماعية، تتراوح من 0 (الأكثر وحدة) إلى 5 (الأكثر اجتماعية).
ثم درسوا ما إذا كان هناك علاقة بين هذه النتيجة والصحة العامة، كما حللوا عمر الوفاة وأسبابها، فوجدوا أن الارتباط لا لبس فيه، إذ كان الأشخاص الأكثر عزلة اجتماعيا، أكثر عرضة للوفاة بأي شكل من الأشكال.
وأظهر أصحاب البشرة البيضاء استعدادا أكبر للإصابة بالسرطان، وهو العامل الذي لم يتمكن الباحثون من تفسيره، ولكنهم يأملون في معرفة السبب.
والأهم من ذلك، أظهرت الدراسة أهمية توضيح وجود مخاطر أعلى لجميع الأعراق، إذ وجد الباحثون أن فقدان الاتصال البشري ذو آثار أكثر قسوة على الأمريكيين الأفارقة، مقارنة بأي جنس آخر.
المصدر: ديلي ميل