وقد وصف هذا الاكتشاف، مصادفة بعد تحليل أدمغة بعض البشر المتوفين، بأنه "مثير للعقل" و"ثوري".
وقدم العلماء من جامعة ألاباما في برمنغهام، النتائج التي توصلوا إليها في مؤتمر رئيسي في سان دييغو الأسبوع الماضي.
وصممت هذه الدراسة في الأصل لمقارنة الاختلافات بين أدمغة الأصحاء عقليا والمصابين بالفصام.
ومن المرجح أن تمهد النتائج التي تم التوصل إليها، السبيل إلى طرق جديدة بالكامل للبحث في كيفية تأثير البكتيريا على أدمغتنا.
ومعروف أن الدماغ محمي من البكتيريا والفيروسات بغشاء ملتف حوله، وحتى الآن، كان يعتقد أن أي شيء يخترق هذا الغشاء يسبب مرضا خطيرا.
ووصف الدكتور رونالد مكغريغور، من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، والذي لم يشارك في البحث، هذه النتيجة بأنها "مخيفة للعقل".
ومن المعروف أن البكتيريا في أمعائنا تؤثر على صحة بقية الجسم، ويحتمل أن تتحكم في الوزن، وربما ترتبط بالقلق والاكتئاب، حيث وصفت أبحاث سابقة نشرتها كلية الطب بجامعة هارفارد في يونيو الماضي، الأمعاء بأنها "دماغ ثان" بسبب تأثيرها على مزاجنا.
ولكن قد يكون الأمر متعلقا بالبكتيريا نفسها حيث تؤثر على كل من الأمعاء والدماغ عندما تنتقل عبر مجرى الدم.
وحذر العلماء، بقيادة الدكتورة روزاليندا روبرتس، من أن الأدمغة الـ34 التي اختبروها قد تكون ملوثة لأنها تعود للموتى، ومع ذلك، فإن الطريقة التي تم بها توزيع البكتيريا في كامل الدماغ، توحي بأن الأمر لم يكن مصادفة.
وقد عثرت الدكتورة روبرتس على عينات البكتيريا في شرائح المجهر ولكنها تجاهلتها في البداية كونها تبحث عن شيء آخر.
ولكن بعد ملاحظة ظهورها في كل الأدمغة التي قامت بفحصها، أرسلت الدكتورة روبرتس عينة إلى عالم بكتيريا، حيث أكد لها بالفعل أن تلك العينات تعود إلى البكتيريا.
وأجرى العلماء اختبارات على الفئران للتحقق من وجود البكتيريا في الدماغ، فوجدوا أن القوارض التي لا تمتلك أي آثار للبكتيريا في أمعائها لم يكن لديها أي بكتيريا في أدمغتها، والعكس بالعكس.
ولم تكن الدكتورة روبرتس وزملاؤها متأكدين من كيفية وصول البكتيريا إلى الدماغ، لكنهم أشاروا إلى أنها انتقلت عبر الدم واستقرت في الألياف العصبية داخل الجمجمة.
المصدر: ديلي ميل