وأوضح الأطباء أن الآباء يخشون أن يزيد الحليب من إنتاج المخاط نتيجة امتزاجه مع اللعاب، ما يجعل السعال أو عدوى الرئة أكثر سوءا. ولكن العلماء كشفوا أن قصة "الزوجات القديمة" غير صحيحة، وأنه يجب على الأطفال شرب الحليب، لأن الكالسيوم ضروري لصحة عظامهم.
ويبدو أن الأسطورة صدرت عن زعيم روحي في عام 1204، وتكررت لمئات السنين دون وجود أي دليل علمي لها.
ومنذ عام 1948، بدأت الأبحاث العلمية تظهر أن هذه الأسطورة غير صحيحة، ولكنها استمرت في الانتشار على أي حال.
وقال الدكتور إيان بلفور-لين، من مستشفى رويال برومبتون في لندن: "يخبرنا الأهل مرارا أن شرب الحليب يزيد الإنتاج المخاطي من الرئتين، وبالتالي يخشون تقديم الحليب لأطفالهم. إن هذا الأمر ينطبق بشكل خاص على المرضى الذين يعانون من حالات مرتبطة بالأمراض المخاطية الزائدة".
وأضاف موضحا: "وفي الواقع، يعتقد الكثيرون أنه ينبغي تجنب شرب الحليب عند الإصابة بأي مرض تنفسي، حتى نزلات البرد".
وتقول إحدى النظريات غير المثبتة، إن بروتينا ناتجا عن انهيار أنواع معينة من الحليب، أطلق الجين الذي يزيد من إفراز المخاط.
وأوضح الدكتور بلفور-لين أن كل هذا يحدث في الأمعاء، ويمكن أن يؤثر على الجهاز التنفسي، فقط إذا ضعفت سلامة الأمعاء عن طريق العدوى، وسمحت لبروتين الحليب بالانتقال إلى مكان آخر في الجسم.
ويحتوي اللعاب على مركبات تجعل الحليب أكثر لزوجة، ويتفاعل بسرعة معه لجعله أكثر كثافة، ويمكن أن يؤثر ذلك على الإدراك الحسي للحليب المخلوط باللعاب، سواء في الفم أو بعد البلع.
ويقول بلفور-لين إن هذا الأمر يفسر سبب اعتقاد الكثير من الناس بوجود مخاط معقد، بينما يكون في الواقع عبارة عن تجمع لمستحلبات الحليب في الفم والحلق.
ويعتقد العديد من مرضى الربو أن المرض يزداد سوءا بسبب شرب الحليب، وغالبا ما يتم تجنب منتجات الألبان. وفي حين يعتقد أن الحساسية أو عدم تحمل اللاكتوز هي المشكلة، فإن الأعراض التنفسية التي يُعتقد أنها المظهر الوحيد لحساسية الطعام، أمر غير شائع.
وختم بلفور لين قائلا: "في حين أن تركيبة الحليب يمكن أن تجعل بعض الناس يشعرون بأن مخاط لعابهم أكثر سمكا، لا يوجد دليل على أن الحليب يؤدي إلى إفراز مفرط للمخاط".
واستشهد العلماء بدراسات أظهرت أن الأطفال الذين لم يشربوا الحليب، كانوا أقصر وعانوا من قلة كثافة المعادن في العظام.
ونُشرت الدراسة في مجلة Archives of Disease in Childhood.
المصدر: ديلي ميل