ويعتقد أن 10% على الأقل من الأمهات الجدد يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، وقد تكون الأرقام أعلى من ذلك نظرا لأن بعض الدراسات أظهرت أن العديد من النساء لا يطلبن المساعدة، أو لا يُسألن عن صحتهن العقلية بعد إنجاب طفل.
لكن الدراسات الحديثة أشارت إلى أن الآباء الجدد قد يعانون من الاكتئاب بمعدلات مشابهة للأمهات، وأن مثل هذا الاكتئاب قد يؤثر على نتائج تنموية مختلفة للأطفال. غير أن الآباء الجدد لا يخضعون عادة لفحوصات تتعلق بمشاكل الصحة العقلية وقد أوضح مسح أجري العام الماضي أن المقياس المستخدم لتقييم إصابة الأمهات باكتئاب ما بعد الولادة، ليس بالضرورة دقيقا بالنسبة للرجال.
وقال علماء النفس في الولايات المتحدة خلال مؤتمر جمعية علم النفس الأمريكية، إنه يجب فحص الآباء الجدد، مثلما يتم فحص الأمهات لمعرفة مدى تعرضهم لمشاكل الصحة العقلية.
وقالت الدكتورة، سارة روزنكويست، أخصائية علم النفس في كارولينا الشمالية إنه يمكن للوالدين بالتبني أيضا تجربة اكتئاب ما بعد الولادة، مشيرة إلى أن الرجال بحاجة إلى الحصول على العلاج المناسب إذا تم تشخيصهم باكتئاب ما بعد الولادة.
ويقول الباحثون إن الرجال يتأثرون عاطفيا بالخوف من عدم توفير الرعاية الكافية لطفلهم وقلة النوم، بالإضافة إلى عدم اليقين بشأن دورهم في الأسرة، إلى حد يمكن أن يسبب مرضا عقليا شديدا لدرجة أنه يعطل حياتهم.
وغالبا ما يناقش اكتئاب ما بعد الولادة على أنه مسألة تتعلق بالهرمونات، لكن الدراسة الحديثة تؤكد أن هناك العديد من العوامل الأخرى المسببة له، معظمها بيئية واجتماعية، تؤدي إلى ردود فعل سلبية، تتراوح من الاكتئاب السريري إلى الذهان.
ويشير الباحثون إلى أن الكثير من الأبحاث قد تم تكريسها للتحقيق في ضغوط الأمومة والاكتئاب الموالي للإنجاب، ولم يخصص إلا القليل لتحديد معدلات انتشار المرض العقلي وأسبابه وعواقبه ومعالجته لدى الآباء الجدد. لذلك، فإن هناك حاجة ماسة إلى تفهم ما يمر به الرجال في مرحلة ما بعد الإنجاب.
المصدر: ذي غارديان