ويدرس الباحثون الميكروبات التي تعيش في الأمعاء وتلعب دورا مهما في جهاز المناعة عند الأطفال (مكروبيوم). وقد بينت النتائج أن عدد الأطفال الذين يخضعون للعلاج باستخدام المضادات الحيوية في طفولتهم المبكرة يزداد طرديا، إذ يعالج بها الطفل ثلاث مرات خلال أول سنتين من عمره. وقد اتضح أن عدد المصابين بالنوع الأول من مرض السكري تضاعف أيضا.
ويشير الباحثون إلى أن السبب يكمن في ميكروبيوم الأمعاء، حيث بينت نتائج التجارب على الفئران المخبرية أن عدد البكتيريا من أنواع Enterococcus ،Blautia ،Enterobacteriaceae ،Akkermansia في أمعاء الفئران التي عولجت بالمضادات الحيوية أكثر منه في أمعاء الفئران الأخرى. ويبدو أن هذه البكتيريا تساهم في تطوير المناعة الذاتية للجسم، وبالتالي تهاجم خلايا البنكرياس، ما يسبب تطور النوع الأول من مرض السكري.
هذه النتائج تؤكدها نتائج فحص الأطفال المصابين بالنوع الأول من مرض السكري، حيث تبين أن أعداد هذه الأنواع من البكتيريا في أمعائهم أكثر بكثير من المعتاد.
ووفقا للباحثين، يؤدي تغير نبيت الأمعاء إلى خلل في توازن المركبات الكيميائية التي تنتجها البكتيريا، ما يؤثر في عمل الجينات في الغشاء المخاطي للأمعاء. واتضح أن هذه الجينات تساهم في تنشيط خلايا المناعة والتي تمتلك تأثيرا مدمرا على خلايا البنكرياس.
من هنا، استنتج الباحثون أن استخدام المضادات الحيوية في علاج الأطفال الذين لم يكتمل جهازهم المناعي، يسبب تغيرا في نبيت أمعائهم ويزيد من خطر تضرر البنكرياس، ما يسبب تطور مرض السكري من النوع الأول.
المصدر: رامبلر