ووجد العلماء أثناء دراسة منطقتين مترابطتين من الدماغ، يعرفان بدورهما في الإدمان على النيكوتين، medial habenula و(interpeduncular nucleus (IPN، أن التغييرات في مجموعة معينة من الخلايا العصبية لدى الفئران المدمنة على النيكوتين، يمكن أن يقلل من إدمانها.
وعند التعرض للنيكوتين، ترسل medial habenula إشارة إلى IPN للحد من آثاره، عن طريق منع وصول الحد الأقصى منه. ووجد فريق جامعة روكفيلر بولاية نيويورك، وكلية الطب في جبل سيناء والمعهد الوطني للعلوم البيولوجية في الصين، أن التعرض لكميات كبيرة من النيكوتين، يسبب تغييرات في مجموعة من الخلايا العصبية المعروفة باسم Amigo1، وهو تغيير يعطل التواصل بين المنطقتين. وهذا يعني أن رسالة "التوقف عن التدخين" لا يتم تسليمها أبدا، ما يسبب مستويات أعلى من الإدمان.
وأظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة PNAS، كيف تأثر سلوك الفئران عندما قُدمت لها مياه النيكوتين في غرفة لمدة 6 أسابيع، وذلك من خلال اختيار البقاء في الغرفة عندما سنحت لها الفرصة لقضاء بعض الوقت في مكان آخر.
وعندما أجرى الفريق التجربة نفسها على الفئران المعدلة وراثيا، لإزالة الخلايا العصبية Amigo1، وجد أن الفئران لم تفضل البقاء في الغرفة، مع اختيار قضاء الوقت في غرفة أخرى لا يوجد فيها "مياه النيكوتين".
ويقول العالم إينيس تالون، من جامعة Rockefeller: "إذا كنت تتعرض للنيكوتين على مدى فترة طويلة من الزمن، فإنك تنتج المزيد من المواد الكيميائية المسببة للإشعاع، ما يؤدي إلى إزالة الحساسية".
الجدير بالذكر، أن التدخين هو المسؤول عن أكثر من 480 ألف حالة وفاة في الولايات المتحدة سنويا، وفقا لمركز السيطرة على الأمراض، كما يُعتقد أن التكلفة الإجمالية للتدخين تبلغ حوالي 300 مليار دولار سنويا.
وفي جميع أنحاء العالم، يسبب استهلاك التبغ ما يقرب من 6 ملايين حالة وفاة سنويا. وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فإن هذا الرقم سيرتفع إلى 8 ملايين بحلول عام 2030.
المصدر: RT
ديمة حنا