وتمكن علماء البيولوجيا الجزيئية بجامعة ييل الأمريكية من ابتكار مستحضر فعال جدا في قمع نشاط الإنزيم الذي يساعد فيروس الإيدز في الدخول إلى الحمض النووي للخلية.
وتقول كارين أندرسون، بعد اختبار الدواء على الفئران المخبرية، إن "جرعة واحدة من دقائق النانو المحشوة بـ (المادة-1) تمكنت من حماية خلايا (تي) في الفئران من الموت، وأبقت تركيز الفيروس في أدنى مستوى لمدة ثلاثة أسابيع. (المادة-1) قادرة على التعامل مع جميع السلالات السريرية التقليدية لفيروس نقص المناعة البشرية، وكذلك مع نسخه (الثابتة)".
كما أشار العلماء إلى أنه "يمكن للمصابين بنقص المناعة اليوم البقاء على قيد الحياة لعشرات السنين، بواسطة العقاقير المضادة للفيروسات التي تقمع مراحل مختلفة من تكاثر الفيروس في خلايا الجسم. ولكن، بسبب آثارها الجانبية، يضطر الأطباء غالبا إلى وقف استخدامها لعدة أسابيع".
ويسمح هذا التوقف للفيروس بالتكاثر من جديد، ليعود إلى حاله كما كان قبل تناول الدواء. لذلك يعمل العلماء خلال السنوات الأخيرة على ابتكار دواء أو أجسام مضادة تساعد في تجنب "الهجوم المعاكس" للفيروس.
ودرست اندرسون وفريقها العلمي بنية أحد أهم مكونات الإيدز "transcriptases"، وهو إنزيم يستخدمه الفيروس للتعرف على الشريط الأحادي الحلزوني للحمض النووي الرايبوزي (RNA) الخاص به، وتحويله إلى سلسلة (DNA) ثنائية، لتدخل في بنية جينوم الخلية المصابة.
كما استخدم الفريق العلمي في معظم التجارب المكرسة لحل هذه المسألة نماذج افتراضية للفيروسات والخلايا. وفي النتيجة، اكتشف الفريق عشرات الجزيئات من "المادة-1" القادرة على قمع نشاط هذا الإنزيم.
وبعد ذلك، تمكن الفريق العلمي من تركيب جزيئات حقيقية واختبروها على الخلايا المصابة بفيروس الإيدز، وكانت نتيجة استخدامها مع دقائق النانو فعالة جدا دون أن تسبب أي أعراض جانبية.
كما بينت الدراسات أن استخدام جرعة واحدة من دقائق النانو المحشوة بـ "المادة -1" تحمي الفئران مدة شهر إذا لم تكن مصابة. وهذا بحسب العلماء سيكون الأساس في ابتكار أدوية وعقاقير للوقاية من الإيدز.
المصدر: ريا نوفوستي
كامل توما