وتموت أجزاء من أنسجة القلب لدى الإصابة بـنوبة قلبية، وتتركز جميع الطرق العلاجية التقليدية على تخفيف الأعراض التي تنتج من ردة فعل الجسم لتلف أحد أعضائه. لكن الأنسجة العضلية للقلب لا تتجدد من تلقاء نفسها، ولم يحاول أحد من قبل القيام باستبدالها بأنسجة صناعية.
وتستبدل الأنسجة الميتة في أغلب الحالات، بندوب (أنسجة ليفية تحل مكان الأنسجة الطبيعية)، وهي على عكس أنسجة القلب السليمة لا يمكنها تمرير (الكهرباء) أو الانقباض، ما يؤدي إلى اضطراب في ضربات القلب، ويقود إلى فشله الذي يعاني منه أكثر من 12 مليون شخص في العالم.
ولحل هذه المعضلة الكبيرة التي تواجه مرضى القلب في كل أنحاء العالم، قام إيليا شادرين طالب الدكتوراه في جامعة ديوك الأمريكية مع مشرفه نيناد بورساك أستاذ الهندسة الطبية الحيوية بابتكار "رقع" أنسجة اصطناعية يمكنها أن تحل مكان الأنسجة التالفة لدى مرضى النوبات القلبية، فهذا النسيج قادر على توليد الكهرباء والتقلص، ويستطيع أخذ مكان الأنسجة العضلية القلبية المصابة مهما كان اتساعها.
إذ يمكن لهذه الأنسجة البديلة المصنعة مخبريا من قبل الباحثين في جامعة ديوك، أن تكون البديل الأكثر حيوية لأنسجة عضلة القلب لأنها تعمل بعد زراعتها لمدة طويلة وتساعد على انقباض سليم للقلب، وتشارك في النشاط الكهربائي لعضلة الحياة في جسم الإنسان.
كما تساعد هذه الأنسجة الجديدة على تجديد خلايا القلب المتضررة التي لم تمت بعد النوبات القلبية. ويؤكد العلماء على أن النسيج الاصطناعي "الرقع" يجب أن يكون كبيرا بما فيه الكفاية، ليغطي الجزء التالف بأكمله، لكي لا يؤدي إلى قصور في عمل القلب.
ويشير العلماء إلى أن زراعة هذه العينات التي نمت في المختبر بالإضافة لحقن خلايا جذعية تساعد على تبادل المغذيات بشكل أفضل في أنسجة عضلة القلب، حيث أظهرت التجارب على الفئران والجرذان فعالية هذه الأنسجة الجديدة في عمل القلب بشكل سليم، بالإضافة لنمو الأوعية الدموية داخلها، وتبقى هذه الأنسجة المطورة تنتظر التجارب السريرية على البشر بعد القيام ببعض التعديلات عليها.
المصدر: فيستي
خالد ظليطو