وقالت الباحثة في جامعة نوفوسيبيرسك، آسيا ليفينا، إن "أدوية النانو المحتوية على شظايا الحمض النووي التي استخدمناها تستهدف جينات محددة مشاركة في رفع ضغط الدم. واتضح لنا أن استنشاق تلك الأدوية يخفض الضغط لفترة طويلة خلافا للعقاقيرالكلاسيكية التي يجب تعاطيها يوميا".
وبحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية فإن أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية وقصور القلب الاحتقاني، هي سبب رئيسي لوفاة البشر في العالم، حيث يموت نتيجة الإصابة بها كل سنة نحو 17 مليون شخص. ويعد ضغط الدم المرتفع سببا رئيسيا لتطور تلك الأمراض.
واستخدمت ليفينا وزملاؤها في الجامعة، ما يسمى بـ أليغنوكليوتيد، أي سلاسل قصيرة من الحمض النووي تتألف من 10–20 حمضا، لإعداد طريقة جديدة مبدئيا لمكافحة مرض ارتفاع ضغط الدم، تسمح بالتخلص من ارتفاعه في الأوعية الدموية لمدة طويلة.
وبوسع تلك السلاسل أن تغير عمل جينات الإنسان والحيوانات بشكل ملحوظ، وذلك عن طريق زيادة أو تقليل نشاطها. ودفع هذا الأمر بالعلماء إلى الاعتقاد أن أليغنوكليوتيد يمكن استخدامها لمكافحة ضغط الدم المرتفع من خلال تغيير عمل الجينات المتحكمة في توسيع وتضييق الأوعية الدموية.
وقامت ليفينا بإنتاج كمية كبيرة من أليغنوكليوتيد المتعاونة مع جين ACE1. وقال العلماء إن تلك المنطقة في الحمض النووي تتولى المسؤولية عن تخليق بروتين أنجيوتنسين، الذي يؤدي ظهوره في الدم إلى انكماش جدران الأوعية وارتفاع ضغط الدم. وبالتالي فإن عزل هذا البروتين أو الحد من عمله يمكن أن يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم أو عدم ارتفاعه حتى في حال زيادة التوتر أو الإجهاد.
وأجرى العلماء تجارب على الفئران حيث ضموا سلاسل من أليغنوكليوتيد، التي تبطل عمل جين ACE1، إلى جسيمات نانو متألفة من أكسيد التيتانيوم القادر على التوغل إلى داخل الخلايا. ثم أدخلوا تلك الخلايا إلى أجسام بعض الفئران التي تعاني من ارتفاع ضغط الدم.
وأظهرت التجارب أن جسيمات النانو المذكورة خلصت الفئران من مرض الضغط المرتفع لبضعة أسابيع.
وأشار العلماء إلى أن جسيمات النانو وأليغنوكليوتيد لا يمكن إدخالها إلى جسم المريض بالحقن فحسب بل ومن خلال الاستنشاق.
فيما قال العلماء إن مثل هذا العلاج الجيني والأودية القائمة عليه لن تظهر في الصيدليات إلا بعد اختتام التجارب المخبرية على الحيوانات، أي بعد بضعة أعوام.
المصدر: نوفوستي
يفغيني دياكونوف