ففي ظل التطور الكبير الذي تشهده صناعة الأدوية في وقتنا الحالي، ورغم وجود عدد كبير من العقاقير والمركبات الطبية، يؤكد الكثير من خبراء الصحة أن الحاجة مستمرة لإيجاد مضادات حيوية جديدة، بسبب المقاومة التي بدأت تبديها بعض مسببات الأمراض من الفيروسات والبكتيريا لتلك المركبات.
وفي مقال نشرته مجلة Nature Microbiology قال الخبراء من جامعة تشالمرز السويدية: "الجميع يعلم عن أهمية اكتشاف البنسلين، والأثر الذي تركه هذا الاكتشاف في عالم الطب، وتعود أهمية هذا الاكتشاف كون المصدر الذي استخرج منه الدواء، مصدر طبيعي، وهو الفطريات.. لقد بينت أبحاثنا الأخيرة أن 9 أنواع من فطر البنلسيليوم لديها خواص ومكونات لم تكن معروفة من قبل، تلك المكونات يمكن استخدامها لاستخراج مضادات حيوية ومواد مضادة للسرطانات".
وأشاروا إلى أن الأبحاث التي قاموا بها مؤخرا على 24 نوعا من الفطريات بينت أن معظمها قادرة على إنتاج مواد نشطة بيولوجيا، ومواد يمكن استخدامها كمضادات حيوية. وهذه المواد هي نفسها المواد التي تستخدمها الفطريات لحماية نفسها من مسببات الأمراض في الطبيعة.
يذكر أن أول مضادات حيوية تم الحصول عليها من الفطريات هي البنسلينات، حيث اعتبرت تلك المركبات المضادة للبكتيريا حينها ثورة في عالم الطب، وأول من انتبه لتأثير البنيسيلين المضاد للبكتيريا كان العالم الاسكوتلندي، ألكسندر فيلمنغ، العام 1928، و بعد عشر سنوات تم عزل جزيء البينيسيلين وتركيزه ودراسته على يد الباحثين، إرنست تشين، وهوارد فلوري، وتقاسم الباحثون الثلاثة سنة 1945 جائزتي نوبل للطب والفزيولوجيا عن إنجازاتهم في ذلك المجال.
المصدر: ميل رو
أسعد ضاهر