وتشمل الخريطة، التي أعدها باحثون من معهد Wellcome Sanger وقسم نافيلد لصحة المرأة والإنجاب في جامعة أكسفورد، أوسع نطاق من مراحل الدورة الشهرية على الإطلاق، حيث تكشف عن رؤى جديدة حول عمل بطانة الرحم، ما يفيد أبحاث صحة المرأة.
وتعد الدراسة الجديدة جزءا من مشروع أطلس الخلايا البشرية الأوسع، والذي يرسم خريطة لجميع أنواع الخلايا في الجسم بهدف تطوير فهمنا للصحة والمرض.
وأصبح أطلس خلايا بطانة الرحم البشرية متاحا للعامة الآن، بتنسيق تفاعلي سهل الوصول إليه، ومن المتوقع أن يكون موردا مركزيا قيما للباحثين الذين يدرسون بطانة الرحم، وأن يُستخدم أيضا لتطوير نماذج مختبرية أكثر فعالية.
وتعتبر بطانة الرحم ضرورية للتكاثر البشري، حيث تدعم الحمل إذا تم زرع بويضة مخصبة. وإذا لم يحدث أي زرع، فإنها تنهار وتعيد بناء نفسها كل شهر دون ندبات. ويمر هذا النسيج المتغير بتغييرات معقدة وديناميكية عبر الدورة الشهرية باستمرار، ما يجعل دراسته صعبة للغاية.
ولكن الأطلس المطور أنتج بيانات جديدة عن 74 عينة من بطانة الرحم. وقام الباحثون بتنسيق البيانات مع بيانات الخلية الواحدة الموجودة من 47 شخصا.
وفي المجموع، يحتوي الأطلس على بيانات لنحو 626 ألف خلية من 121 شخصا، بما في ذلك من الأفراد المصابين بالانتباذ البطاني الرحمي (نمو نسيج مشابه لبطانة الرحم خارج الرحم) ومن لا يعانون منه، سواء أثناء الدورة الشهرية الطبيعية أو عند تناول وسائل منع الحمل الهرمونية.
ووجد فريق البحث العديد من أنواع الخلايا الجديدة التي لا توجد إلا في مراحل معينة من الدورة الشهرية، اعتمادا على مستويات الهرمونات. وتعد الاستجابة الخلوية لمستويات الهرمونات ضرورية لتقدم الدورة الشهرية والخصوبة، ويمكن أن تقدم هذه الخلايا أهدافا علاجية واعدة للحالات المرتبطة باضطراب الهرمونات، مثل حالات الخصوبة.
وكشف الباحثون عن التفاعلات التي تشارك في تجديد بطانة الرحم دون ندبات بين الخلايا المناعية المسماة البلاعم، وهي نوع من خلايا النسيج الضام المعروفة باسم الخلايا الجذعية، وخلايا الأوعية الدموية.
وكانت هناك اختلافات صغيرة في نسبة وتعبير الجينات لبعض الخلايا لدى النساء اللواتي يعانين من انتباذ البطاني الرحمي. ويقدم الأطلس رؤية أكثر تفصيلا لأنواع الخلايا المحددة التي قد تكون مضطربة في بطانة الرحم.
وفي حين أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث والتحقق، تشير الدراسة إلى أن بعض الخلايا والمسارات تكون غير منظمة في بطانة الرحم، وقد تكون أهدافا محتملة للتشخيص والعلاج في المستقبل.
نُشرت الدراسة في مجلة Nature Genetics.
المصدر: ميديكال إكسبريس