ترتبط الأمراض غير المعدية (NCD)، مثل هذه المذكورة أعلاه، بالحالات الالتهابية في أعضاء الجسم، حيث يزداد امتصاص MnPs داخل الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي، ما قد يزيد من خطر وشدة NCD في المستقبل.
ويتعامل الجسم مع MnPs على أنها كيانات غازية تؤدي إلى آليات حماية تُرهق الدفاعات الجسدية، مع زيادة تواتر وشدة الأمراض غير المعدية.
وتدعو مجموعة دولية من الباحثين إلى اتباع نهج عالمي متكامل في مجال الصحة البشرية والبحوث البيئية، للكشف عن الآليات البيئية التي تكمن وراء تعرض الإنسان بشكل متزايد لـMnP والجزيئات المرتبطة بالأمراض غير المعدية (NCD).
وقال المعد الرئيسي البروفيسور ستيفان كراوس، من جامعة برمنغهام: "زاد التلوث البلاستيكي على مستوى العالم، ما يجعل من الأهمية بمكان أن نفهم المخاطر الصحية الشاملة المرتبطة بالتعرض لـMnP. يجب علينا معالجة هذا التلوث من مصدره للحد من المزيد من الانبعاثات، حيث أن الانتشار العالمي للملوثات العضوية الثابتة الذي حدث بالفعل، سيظل مدعاة للقلق لقرون قادمة".
وقالت سميرة ماناسيكي هولاند، المعدة المشاركة من جامعة برمنغهام: "يجب علينا أن نفهم بشكل أفضل كيفية تفاعل MnPs والأمراض غير المعدية، إذا أردنا إحراز تقدم في جهود الوقاية والعلاج العالمية نحو تحقيق هدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بشأن الحد من الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية وغيرها من الحالات المتعلقة بالالتهاب بحلول عام 2030".
وأضافت: "هذه الحاجة أمر بالغ الأهمية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث يتزايد انتشار الأمراض غير المعدية، وترتفع مستويات التلوث البلاستيكي والتعرض له".
وأوضح الباحثون أن الجسيمات الدقيقة (أصغر من 5 ملم) والجسيمات البلاستيكية النانوية (أصغر من 1 ميكرومتر) موجودة الآن في كل مكان، حيث تم اكتشاف MnPs في عينات الرئتين والدم وحليب الثدي والمشيمة والبراز، ما يؤكد أن الجزيئات تدخل جسم الإنسان من البيئة.
ويتعرض البشر لـMnPs في البيئات الخارجية والداخلية من خلال المواد الغذائية واستهلاك المشروبات، وكذلك استخدام مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالإنسان.
كما عُثر على MnPs في الأسماك والملح والمشروبات المعبأة في زجاجات بلاستيكية أو في الهواء، حيث يتم إطلاقها من مواد الملابس الاصطناعية أو السجاد البلاستيكي أو الأثاث. ويمكن أن تشمل المصادر الأخرى: الأسمدة والتربة والري واستيعاب المحاصيل الغذائية أو المنتجات الغذائية.
ويختلف تعرض الإنسان لـ MnPs بشكل كبير اعتمادا على الموقع وآلية التعرض، مع وجود دليل على أن نقاط تلوث MnP الساخنة في الهواء الداخلي تحتوي على نحو 50 ضعف عدد الجزيئات التي يتعرض لها الإنسان في الهواء الطلق.
نشرت النتائج في مجلة Cell Reports Medicine.
المصدر: ميديكال إكسبريس