وقام الدكتور أنجيلو كابوديسي، من جامعة بولونيا في إيطاليا، وزملاؤه بمراجعة 48 ورقة بحثية نُشرت في الفترة ما بين يناير 2000 ويونيو 2023 والتي بحثت في العلاقة بين الأنظمة الغذائية النباتية وصحة القلب والأوعية الدموية ومخاطر السرطان. ووجدوا فوائد صحية "كبيرة" في الأنظمة الغذائية النباتية.
وكتب كابوديسي وفريقه في الورقة البحثية المنشورة في مجلة PLOS One: "تبدو مراجعتنا الشاملة متسقة مع الأدلة الأولية الأخرى التي تربط استهلاك اللحوم الحمراء المصنعة بزيادة خطر الإصابة بسرطانات الجهاز الهضمي".
وصنفت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية اللحوم المصنعة على أنها "مسرطنة للإنسان" في عام 2015، مشيرة إلى أن هناك "أدلة كافية من الدراسات الوبائية على أن تناول اللحوم المصنعة يسبب سرطان القولون والمستقيم".
كما أعلنت الوكالة الدولية لبحوث السرطان أن اللحوم الحمراء "من المحتمل أن تكون مسرطنة للبشر".
ومع ذلك، حذر كابوديسي من أنه "يجب توخي الحذر" قبل تقديم توصية واسعة النطاق للأنظمة الغذائية النباتية بسبب القيود المفروضة على الدراسات واحتمال نقص الفيتامينات والمعادن المرتبطة بخطط الأكل هذه.
ومنذ فترة طويلة تم تبني إيجابيات تناول نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والمكسرات والبذور والزيوت والحبوب الكاملة والبقوليات والفاصوليا.
ويشير كابوديسي وفريقه إلى أن الأنظمة الغذائية النباتية تساعد على انخفاض ضغط الدم وإدارة نسبة السكر في الدم بشكل أفضل والحفاظ على مؤشر كتلة الجسم الأكثر صحة.
وأوضح الفريق أن الأشخاص الذين يميلون إلى اتباع هذه الأنظمة الغذائية هم "أكثر عرضة للانخراط في أنماط حياة صحية"، مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتجنب المشروبات المحلاة بالسكر والامتناع عن الكحول والتبغ، ما يقلل أيضا من خطر الإصابة بأمراض القلب.
ومع ذلك، يقول الباحثون إن النساء الحوامل اللائي اتبعن نظاما غذائيا نباتيا لم يقللن من خطر الإصابة بسكري الحمل وارتفاع ضغط الدم مقارنة بالنساء اللائي تناولن اللحوم.
ويتعرض النباتيون لخطر الإصابة بفقر الدم بسبب نقص فيتامين بي 12، وهو عنصر غذائي أساسي موجود بشكل طبيعي في المنتجات الحيوانية. ولذلك، يتم تشجيع النباتيين على تناول الحبوب المدعمة بفيتامين بي 12 أو تناول مكملات غذائية يومية.
وأكد فريق كابوديسي بأن هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول تأثيرات الأنظمة الغذائية النباتية، ويقولون إن الدراسات التي حللوها اختلفت في الأنماط الغذائية وحجم العينة والتركيبة السكانية للمشاركين، من بين عوامل أخرى.
المصدر: نيويورك بوست