والآن، بحثت دراسة جديدة واسعة النطاق، بقيادة جامعة ستانفورد للطب، في السر الكامن وراء فائدة الرياضة الفعلية.
وأجرى الباحثون ما يقرب من 10 آلاف تحليل لنحو 20 نوعا من الأنسجة، للكشف عن تأثير 8 أسابيع من التمارين الرياضية على فئران المختبر.
وتسلط النتائج الضوء على التأثيرات المذهلة للتمرين على الجهاز المناعي والاستجابة للتوتر وإنتاج الطاقة والتمثيل الغذائي.
وكشف فريق البحث عن روابط مهمة بين التمارين الرياضية والجزيئات والجينات المعروفة بعلاقتها بعدد لا يحصى من الأمراض البشرية.
وقال أستاذ علم الأمراض، ستيفن مونتغمري، أحد معدي الدراسة المنشورة في مجلة Nature: "دراستنا هي الأولى التي تلقي نظرة شاملة على التغيرات الجزيئية على مستوى الجسم، من البروتينات إلى الجينات إلى مستقلبات الدهون وإنتاج الطاقة".
ولاحظ الباحثون أن التعبير عن 22 جينا يتغير مع ممارسة التمارين الرياضية في العديد من الأنسجة. وشاركت العديد من هذه الجينات في التغيرات بدرجة الحرارة الداخلية (الشعور بالحرق) أو العدوى أو إعادة تشكيل الأنسجة (ألياف العضلات الجديدة).
وشاركت جينات أخرى في مسارات تقلل من ضغط الدم وتزيد من حساسية الجسم للأنسولين، ما يخفض مستويات السكر في الدم.
ولاحظ الباحثون أيضا أن التعبير عن العديد من الجينات المشاركة في مرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والسمنة وأمراض الكلى، انخفض لدى الفئران التي تمارس التمارين الرياضية مقارنة بنظيراتها المستقرة.
وحددت الدراسة الاختلافات بين الجنسين في كيفية استجابة الأنسجة المتعددة لدى ذكور وإناث الفئران لممارسة الرياضة. وتبين أن ذكور الفئران خسرت حوالي 5٪ من دهون الجسم بعد 8 أسابيع من التمرين، بينما لم تفقد الإناث دهونا كبيرة.
ولكن الفرق الأكبر في التعبير الجيني لوحظ في الغدد الكظرية لدى الفئران. فبعد أسبوع واحد، زادت الجينات المرتبطة بتوليد الهرمونات الستيرويدية، مثل الأدرينالين وإنتاج الطاقة، لدى ذكور الفئران، ولكنها انخفضت لدى الإناث.
وقال مونتغمري: "على المدى الطويل، من غير المرجح أن نجد أي تدخل سحري يعيد إنتاج ما يمكن أن تفعله التمارين الرياضية لشخص ما. لكننا قد نقترب من فكرة التمارين الدقيقة (وضع توصيات بناء على جينات الشخص أو جنسه أو عمره أو ظروفه الصحية الأخرى لتوليد استجابات مفيدة لكامل الجسم)".
المصدر: ميديكال إكسبريس