وتم توثيق الظهور الأول لمرض الزهري في أواخر القرن الخامس عشر في أوروبا، ما دفع المؤرخين إلى الاعتقاد بأن المرض انتقل إلى أمريكا عندما وطأت قدم كولومبوس القارة.
والآن، كشفت أدلة الحمض النووي أن داء اللولبيات، وهو مرض قديم يشبه مرض الزهري، كان موجودا في البرازيل قبل أكثر من 2000 عام من إبحار المستكشف إلى العالم الجديد.
وإذا ترك دون علاج، قد يؤدي داء اللولبيات إلى تشوهات في العظام والغضاريف والجلد، وكلها يمكن أن تكون مؤلمة ومعيقة.
وقال كيرتو ماجاندر، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة بازل: "حقيقة أن النتائج تمثل نوعا متوطنا من أمراض اللولبيات، وليس الزهري المنقول جنسيا، يترك أصل مرض الزهري المنقول جنسيا غير مؤكد".
وقام الفريق بفحص عظام أربعة أشخاص ماتوا في منطقة سانتا كاتارينا الساحلية في البرازيل منذ آلاف السنين.
وتم العثور على مسببات الأمراض في البقايا التي أظهرت علامات مرض يشبه الزهري، والذي من المحتمل أن يؤدي إلى تقرحات في الفم وآلام في قصبة الساق.
وقالت الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature، إنه تم التنقيب عن العظام في موقع Jabuticabeira II الأثري وتمت دراستها منذ عام 2016.
وفحص الباحثون 37 من أصل 99 عينة من بيانات التسلسل، ووجدوا أن هناك ما بين سبعة إلى 133 نتيجة إيجابية لأمراض ناجمة عن عائلة اللولبية.
وقالت فيرينا شونيمان، من جامعة زيوريخ والمعدة المشاركة في الدراسة: "على الرغم من أن أصل مرض الزهري لا يزال يترك مجالا للخيال، إلا أننا على الأقل نعرف الآن بما لا يدع مجالا للشك أن داء اللولبيات لم يكن غريبا على السكان الأمريكيين الذين عاشوا في أمريكا".
ويعد مرض الزهري أحد الأمراض الأربعة التي تشكل أمراض اللولبيات.
وقالت شونمان إن وجود أمراض اللولبيات يظهر أن البكتيريا قد انتشرت بالفعل في جميع أنحاء العالم قبل أن يسافر أي شخص إلى الأمريكتين.
وقالت: "بناء على هذه النتائج، لا يمكننا تفضيل أحد الخيارين"، لكنها أضافت أنه بناء على النتائج التي توصلوا إليها، "يبدو من المرجح أن العائلة البكتيرية كانت منتشرة بالفعل على مستوى العالم قبل إبحار كولومبوس إلى الأمريكتين".
وقال الباحثون إنهم يأملون أن يؤدي اكتشافهم إلى معرفة أصول مرض الزهري، وأن يشرح في النهاية تاريخ جميع اللولبيات.
المصدر: ديلي ميل