وافترض العلماء، أنه يحتمل أن يحدث ذلك بسبب أن اضطرابات النوم غالبا ما تكون مصحوبة بتطور وتقوية بؤر الالتهاب المزمن واضطرابات أخرى في جهاز المناعة.
واكتشف أطباء من الولايات المتحدة أن احتمالية الإصابة بمتلازمة ما بعد "كوفيد" لدى المصابين بعدوى فيروس "كورونا" تقل بحوالي 27-28٪ إذا لم يكونوا يعانون من مشاكل النوم قبل جائحة COVID-19 أو بعد ظهورها.
وقال الباحثون إن "مراقبتنا لحالة ألفي موظف طبي تعافوا من فيروس "كورونا" تشير إلى أن جودة النوم قبل الوباء وأثناء الوباء العالمي لـ COVID-19 قللت من خطر الإصابة بأشكال مختلفة من متلازمة ما بعد "كوفيد" بحوالي 27-28٪ .
ويعاني العديد من الأشخاص المصابين بعدوى فيروس "كورونا" من متلازمة ما بعد "كوفيد" في الأشهر القليلة المقبلة. ويتجلى ذلك في التعب المزمن وتساقط الشعر وضيق التنفس وتفاقم العديد من الأمراض المزمنة، والتي يفترض أن ترتبط بالنشاط العالي المستمر لجهاز المناعة.
وقد اهتم فريق من الأطباء الأمريكيين بقيادة وانج سيوين، الباحثة في جامعة "هارفارد" بكيفية تأثير مشاكل النوم على احتمالية الإصابة بمتلازمة ما بعد COVID. ومن أجل تلقي إجابة على هذا السؤال قام العلماء بتحليل البيانات التي تم جمعها كجزء من برنامج المراقبة NHS-II. وكانت نسبة كبيرة من المشاركين في NHS-II مصابين بفيروس "كورونا" في الموجات الأولى من الوباء بين أبريل وأغسطس عام 2020.
وأظهرت الحسابات التي أجراها العلماء أن غياب مشاكل النوم بين الممرضات والعاملين الصحيين، قبل بدء الوباء وأثناء الموجات الأولى من "كوفيد – 19" قلل إلى حد بعيد من خطر الإصابة بمتلازمة ما بعد COVID. وفي المتوسط كان المشاركون في NHS-II الذين يتمتعون بأنماط نوم جيدة أقل عرضة للمعاناة بنسبة 27-28 ٪ من العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يعانون من معظم المشاكل من هذا النوع.
وافترض العلماء أن هذا الأمر يرجع إلى أن اضطرابات النوم غالبا ما تكون مصحوبة بتطور وتكثيف بؤر الالتهاب المزمن واضطرابات أخرى في جهاز المناعة. وإضافة إلى ذلك لا يستبعد الأطباء أن تكون العلاقة بين النوم ومتلازمة ما بعد "كوفيد" تعود جزئيا إلى أن اضطرابات النوم تؤثر سلبا على عمل البكتيريا المعوية، التي تلعب من جانبها دورا مهما في تنظيم نشاط الجهاز المناعي.
المصدر: تاس