ووفقا للورقة البحثية المنشورة في مجلة European Heart Journal— Digital Health، فإن أولئك الذين يتصلون هاتفيا بشكل منتظم، ويقضون ساعة على الهاتف يوميا، هم الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة.
وتشير التقديرات إلى أن ما يقارب ثلاثة أرباع سكان العالم في سن العاشرة وما فوق يمتلكون هاتفا محمولا. ويعاني ما يقرب من 1.3 مليار من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و79 عاما في جميع أنحاء العالم من ارتفاع ضغط الدم.
وارتفاع ضغط الدم هو عامل خطر رئيسي للنوبات القلبية والسكتة الدماغية وسبب رئيسي للوفاة المبكرة على مستوى العالم. ويمكن أن تتسبب الحالة في تلف الشرايين عن طريق جعلها أقل مرونة، ما يقلل من تدفق الدم والأكسجين الذي يمكن أن يؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
وتصدر الهواتف المحمولة مستويات منخفضة من طاقة الترددات الراديوية، والتي ارتبطت بارتفاع ضغط الدم بعد التعرض لفترة قصيرة. وكانت نتائج الدراسات السابقة حول استخدام الهاتف المحمول وضغط الدم غير متسقة، ربما لأنها تضمنت مكالمات ونصوصا وألعابا وما إلى ذلك.
وأراد فريق من جامعة ساوثرن ميديكال في غوانزو بالصين التحقيق في ما إذا كان هناك رابط بين إجراء المكالمات الهاتفية وتلقيها وبين التشخيص الجديد لارتفاع ضغط الدم.
وحلل الفريق بيانات أكثر من 200 ألف بالغ من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، تتراوح أعمارهم بين 37 و73 عاما ولا يعانون من ارتفاع ضغط الدم. وجمعوا معلومات حول استخدامهم للهواتف المحمولة من خلال استبيان.
وتضمن الاستبيان أسئلة حول عدد السنوات التي قضاها المشاركون في استخدام الهاتف المحمول، وعدد الساعات التي يقضونها في الأسبوع في استخدامه وما إذا كانوا يستخدمون مكبر صوت أو جهاز بلوتوث من دون استخدام اليدين.
وقام الباحثون بتحليل العلاقة بين استخدام الهاتف المحمول وارتفاع ضغط الدم الجديد بعد التعديل حسب العمر والجنس ومؤشر كتلة الجسم والعرق والحرمان والتاريخ العائلي لارتفاع ضغط الدم والتعليم وحالة التدخين وضغط الدم والدهون في الدم والالتهاب وجلوكوز الدم، ووظائف الكلى واستخدام الأدوية لخفض مستويات الكوليسترول أو الجلوكوز في الدم.
وعلى مدى 12 عاما من المتابعة، اكتشف الباحثون أن المشاركين الذين تحدثوا على هواتفهم المحمولة لمدة 30 دقيقة أو أكثر في الأسبوع لديهم احتمالية أكبر بنسبة 12% للإصابة بارتفاع ضغط الدم مقارنة بأولئك الذين يقضون وقتا أقل في المكالمات الهاتفية. وهذا يعادل البقاء على الهاتف لمدة أربع دقائق و17 ثانية فقط في اليوم.
وبالنظر إلى النتائج بمزيد من التفصيل، اكتشفوا أن الأشخاص الذين يقضون أكثر من ست ساعات على الهاتف أسبوعيا لديهم خطر ارتفاع ضغط الدم بنسبة 25% مقارنة بأولئك الذين يقضون أقل من خمس دقائق في إجراء أو استقبال المكالمات الهاتفية.
ولا يبدو أن عدد السنوات التي قضاها المشاركون في استخدام الهاتف المحمول، أو ما إذا كانوا يستخدمون جهازا متصلا بالهاتف لا يتطلب استخدام اليدين، يُحدث فرقا في مستوى المخاطر.
وقال البروفيسور شيهانوي تشين، أحد مؤلفي الدراسة: "إن عدد الدقائق التي يقضيها الأشخاص في التحدث على الهاتف المحمول أمر مهم لصحة القلب، مع كون المزيد من الدقائق يعني مخاطر أكبر. وتشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن التحدث على الهاتف المحمول قد لا يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم طالما أن وقت الاتصال الأسبوعي يقل عن نصف ساعة".
وتابع: "هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتكرار النتائج، ولكن حتى ذلك الحين يبدو من الحكمة إبقاء مكالمات الهاتف المحمول عند الحد الأدنى للحفاظ على صحة القلب".
المصدر: ديلي ميل