مباشر

علماء يكتشفون 10 آلاف من الفيروسات المجهولة في حفاضات الأطفال المتسخة

تابعوا RT على
أجسامنا مليئة بالبكتيريا والفيروسات التي تتكاثر باستمرار ويتفاعل بعضها مع بعض في الجهاز الهضمي.

وبينما نعلم منذ عقود أن بكتيريا الأمعاء عند الأطفال الصغار ضرورية لحمايتهم من الأمراض المزمنة في وقت لاحق من حياتهم، فإن معرفتنا بالعديد من الفيروسات الموجودة هناك ضئيلة للغاية.

والآن، اكتشف العلماء ما يقارب 10 آلاف فيروس جديد، معظمها "حليف" وهي كامنة في حفاضات الأطفال المتسخة.

وفي الدراسة الجديدة التي أجراها باحثون في الدنمارك، تم جمع المئات من حفاضات الأطفال المتسخة وفحص محتوياتها، لتكشف عن الآلاف من ميكروبيوم الأمعاء الأساسي التي لم تكن معروفة من قبل.

وكان العلماء يدركون بالفعل أن ميكروبيوم الأمعاء يلعب دورا في ظهور الأمراض المزمنة - مثل الربو واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والسكري - في عمر متقدم، ومع ذلك فقد بدأوا للتو في تحليل العديد من الفيروسات المتورطة.

ويمكن للدراسة الجديدة المنشورة في مجلة Nature Microbiology أن تؤكد أن أمعاء الطفل تحتوي على نحو 10 آلاف نوع فيروسي، وهو عدد أكبر بعشر مرات من عدد الأنواع البكتيرية في نفس الأطفال.

ويمكن تصنيف الفيروسات التي تم تحديدها حديثا بين ما مجموعه 248 عائلة فيروسية، 232 منها لم تكن معروفة من قبل حتى الآن.

وقال البروفيسور دينيس ساندريس نيلسن لموقع Phys.org: "هذا يعني أنه منذ وقت مبكر من الحياة، يتعامل الأطفال الأصحاء مع تنوع شديد في فيروسات الأمعاء، والتي ربما يكون لها تأثير كبير على ما إذا كانوا سيصابون بأمراض مختلفة في وقت لاحق في الحياة".

ولفهم الأيام الأولى لتطور القناة الهضمية بشكل أفضل، قام فريق متعدد التخصصات من الباحثين بتحليل التركيب البرازي لـ 647 من الأطفال الأصحاء الذين يبلغون من العمر عاما واحدا، والذين تم تسجيلهم في دراسة الربو طويلة الأمد والأمراض الالتهابية المزمنة في الدنمارك.

والغالبية العظمى (90%) من الفيروسات المكتشفة بين محتويات الحفاضات كانت عاثيات، وهي فيروسات تهاجم البكتيريا التي يحتمل أن تكون ضارة. ويطلق العلماء على هذه الفيروسات اسم "الحلفاء" لأنها لا تسبب المرض.

أما الـ 10% المتبقية فهي حقيقية النواة، والتي بدلا من ذلك تلتصق بالخلايا البشرية، ربما للأفضل أو للأسوأ.

وأوضح البروفيسور نيلسن أن هذا يعني أن الطفل العادي يصاب بـ 10 إلى 20 من هذه الفيروسات في أي لحظة، "وهو ما يبدو أنه لا يصيبهم بالمرض".

وتابع: "نحن لا نعرف سوى القليل جدا عما هو موجود بالفعل. أعتقد أنها مهمة لتدريب جهاز المناعة لدينا للتعرف على العدوى لاحقا. لكنها قد تكون أيضا عامل خطر للإصابة بأمراض لم نكتشفها بعد".

وقال شيراز شاه، المؤلف الأول للدراسة والباحث البارز في كوبنهاغن للدراسات الاستباقية حول الربو في الطفولة، إنهم يعتقدون أن الأحمال الفيروسية أعلى في أمعاء الرضع لأن جهاز المناعة ما يزال في مرحلة النضج، ويحتاج إلى "ميليشيا" من العاثيات كدفاع احتياطي.

مضيفا: "فرضيتنا هي أنه نظرا لأن الجهاز المناعي لم يتعلم بعد فصل القمح عن القشر في عمر السنة، يظهر ثراء غير عادي في أنواع فيروسات الأمعاء، ومن المحتمل أن يكون ضروريا للحماية من الأمراض المزمنة مثل الربو والسكري في وقت لاحق في الحياة "،

وأشار نيلسن إلى أن البيئة تلعب أيضا دورا في وجود العدد الكبير من الفيروسات، موضحا: "أمعاؤنا معقمة حتى نولد. وأثناء الولادة، نتعرض للبكتيريا من الأم ومن البيئة. ومن المحتمل أن بعض الفيروسات الأولى تأتي مع هذه البكتيريا الأولية، بينما يتم إدخال العديد من الفيروسات الأخرى لاحقا عن طريق الأصابع المتسخة والحيوانات الأليفة والأوساخ التي يضعها الأطفال في أفواههم وأشياء أخرى في البيئة المحيطة".

ويمكن أن تساعد هذه الدراسة على معرفة سبب وجود عنصر التهابي في العديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك التهاب المفاصل والاكتئاب.

وقال شاه: "الجهاز المناعي لا يعمل بالشكل المطلوب، ربما لأنه لم يتم تدريبه بشكل صحيح. لذا، إذا تعلمنا المزيد عن الدور الذي تلعبه البكتيريا والفيروسات في نظام مناعي جيد التدريب، نأمل أن يقودنا ذلك إلى القدرة على تجنب العديد من الأمراض المزمنة التي تصيب الكثير من الناس اليوم".

المصدر: نيويرك بوست

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا