ونظرت الدراسة التي أجريت على ما يقارب 4500 شخص من كبار السن في ما إذا كانت مشاكل النوم مرتبطة بها الإصابة بسكتة دماغية.
ووجدت الدراسة أن مشكلات النوم، بما في ذلك النوم كثيرا أو قليلا، وأخذ قيلولة طويلة، والشخير، وتوقف النفس النومي، ترتبط بها زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وكان أولئك الذين أخذوا قيلولة أكثر من ساعة أكثر تعرضا للإصابة بالحالة المميتة بنسبة 88% من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك، في حين أن الشخير زاد الخطر ثلاث مرات.
كما أظهرت النتائج أن الذين ينامون لساعات طويلة جدا أو لساعات قليلة جدا كانوا أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية مقارنة بأولئك الذين ينامون عددا متوسطا من الساعات.
وقالت الدكتورة كريستين مكارثي، طبيب السكتة الدماغية وطب الشيخوخة، وباحثة الدكتوراه في كلية الطب والتمريض والعلوم الصحية في جامعة غالواي، إن نتائجهم تشير إلى أن مشاكل النوم يجب أن تكون مجالا لتركيز الوقاية من السكتة الدماغية.
وأضافت أن المخاطر تختلف بناء على عدد الأعراض التي يعاني منها الشخص.
وأوضحت: "لا تشير نتائجنا فقط إلى أن مشاكل النوم الفردية قد تزيد من خطر إصابة الشخص بسكتة دماغية، ولكن وجود أكثر من خمسة من هذه الأعراض قد يؤدي إلى خمسة أضعاف خطر الإصابة بالسكتة الدماغية مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من أي مشاكل في النوم".
وشملت الدراسة 4496 شخصا من جميع أنحاء العالم، من بينهم 2238 شخصا أصيبوا بسكتة دماغية في حين أن 2258 شخصا لم يصابوا بسكتة دماغية. وكان متوسط عمر المشاركين 62 عاما.
وتم اختبارهم بشأن أنماط النوم بما في ذلك عدد ساعات النوم، والقيلولة، والاختناق (إصدار صوت مفاجئ من خلال الأنف)، والشخير، ومشاكل التنفس أثناء النوم، ونوعية النوم بشكل عام.
ووجدت الدراسة أن مشاكل التنفس أثناء النوم، بما في ذلك الشخير، والاختناق، وانقطاع النفس النومي مرتبطة بشكل كبير بالسكتة الدماغية.
و كان المشاركون الذين أبلغوا عن انقطاع النفس النومي والاختناق أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية بثلاث أضعاف تقريبا مقارنة بمن لا يعانون من هذه الاضطرابات في النوم، بينما كان الذين يعانون من الشخير أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية مرتين تقريبا مقارنة بمن لا يواجهون هذه المشكلة في النوم.
وكان أولئك الذين ينامون أقل من خمس ساعات، أو لأكثر من تسع ساعات، أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية ثلاث مرات أكثر من أولئك الذين ينامون سبع ساعات في المتوسط.
وأبلغ الفريق أن النتائج لم تتغير حتى بعد الأخذ في الاعتبار لعوامل أخرى يمكن أن تؤثر على خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، مثل التدخين والنشاط البدني والاكتئاب واستهلاك الكحول.
وأشارت الدكتورة مكارثي إلى أن "التدخلات لتحسين النوم قد تقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية ويجب أن تكون موضوعا للبحث في المستقبل".
وعادة ما تحدث السكتة الدماغية بسبب انسداد الأوعية الدموية التي تمد الدماغ بالدم، ما يمنع أنسجة الدماغ من الحصول على الأكسجين والعناصر المغذية. وتبدأ خلايا الدماغ بالموت خلال دقائق.
والسكتة الدماغية هي حالة طبية طارئة تتطلب العلاج الفوري بحيث يمكن للعلاج المبكر أن يقلل من تلف الدماغ والمضاعفات الأخرى.
نُشرت نتائج الدراسة مفصلة في مجلة Neurology.
المصدر: ذي صن