ولكن قد يكون من غير الواضح أين يكمن الخط الفاصل بين النسيان البسيط وحالة أكثر خطورة مثل الخرف.
أوضحت البروفيسورة هانا بوريانوفا، عالمة الأعصاب بجامعة بورنماوث، ما الذي يفصل بين الحالتين، قائلة إن عملية شيخوخة أدمغتنا تبدأ في وقت أبكر مما نعتقد، منذ أوائل العشرينات من العمر، في الواقع.
وأشارت إلى أن أدمغتنا تبدأ في التقدم في السن بمجرد توقفها عن التطور، وتفقد الروابط بين أجزاء مختلفة منها.
ولكن أن تكون نشطا واجتماعيا مع ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي، يمكن أن يساعدنا جميعا في تكوين روابط دماغية جديدة مع تقدمنا في العمر.
وكشفت البروفيسورة بوريانوفا أن ما يفصل بين مرض ألزهايمر، أكثر أشكال الخرف شيوعا، عن النسيان الناتج عن التقدم في السن، هو موت الخلايا العصبية في أدمغتنا.
وتنقل الخلايا العصبية الرسائل بين أجزاء مختلفة من الدماغ. مع مرض ألزهايمر، تموت الخلايا العصبية عادة في أجزاء من الدماغ تشارك في الذاكرة مثل القشرة الشوكية الداخلية والحصين.
وشرحت البروفيسورة بوريانوفا أنه عندما يكون شخص ما مصابا بمرض ألزهايمر، فإن دماغه يمر بمرحلة تنكس مرضي بدلا من الشيخوخة بشكل صحي.
كيف يمكنني التمييز بين شرود الذهن والخرف؟
قالت البروفيسورة بوريانوفا إن الأبحاث تظهر أنه في حين أن ذاكرة السيرة الذاتية للبالغين تصبح ضبابية بعض الشيء بعد أن يبلغوا 65 عاما، فإن ذاكرتهم بالنسبة للحقائق والكلمات يمكن أن تكون أفضل من ذاكرة الشباب.
وغالبا ما ينسى كبار السن الأشياء لمجرد أنهم لم ينتبهوا في المقام الأول.
ولكن مع مرض ألزهايمر، يمكن للشخص أن ينسى المحادثات التي أجراها للتو. وقد يضيع المريض أيضا في مكان ما يعرفه جيدا، أو ينسى طريق العودة إلى المنزل، على الرغم من قيامه بذلك مرات لا تحصى من قبل.
وأضافت البروفيسورة بوريانوفا: "يمكن لأي شخص أن ينسى ذات مرة إطفاء الموقد، لكن مع شخص مصاب بمرض ألزهايمر، فإن الأمر سيحدث باستمرار".
وشاركت بوريانوفا بعض العلامات المنبهة للخرف:
يعيدون نفس المعلومات في فترة زمنية قصيرة
قالت بوريانوفا إن المصاب بمرض ألزهايمر سيكرر نفس المعلومات مرارا وتكرارا في كثير من الأحيان في فترة زمنية قصيرة.
وتابعت: "كلنا نروي القصص عدة مرات، خاصة لشركائنا. وقد يكون هناك تلميح يذكرنا بذلك، ما يجعلنا نتذكر .. ولكن المصاب بمرض ألزهايمريمكن أن يكرر نفس الشيء ثلاث مرات متتالية. إنه أحد أعراض فقدان الذاكرة على المدى القصير".
تغيرات في المزاج
قد تظن أن أحد أفراد أسرتك أصبح قلقا أو مكتئبا بسبب مشاكل في صحته العقلية. لكن البروفيسورة بوريانوفا كشفت أن هذه الأعراض يمكن أن تشير إلى تدهور في الدماغ.
وقالت إن القلق والاكتئاب من العلامات المبكرة للخرف الجبهي الصدغي.
وأوضحت عالم الأعصاب: "تخيل الدماغ كشبكة كبيرة ويبدأ جزء من الشبكة في الانكسار، ثم تبدأ بقية الشبكة في التمزق. وستظهر الأعراض اعتمادا على المكان الذي تبدأ فيه هذه العملية".
مشكلة في التحدث
إذا كان أحد أفراد الأسرة الذي كان يتحدث بطلاقة في السابق يعاني فجأة من صعوبة في التحدث أو فهم اللغة، فقد تكون هذه علامة أخرى على معاناته من الخرف الجبهي الصدغي.
وقالت بوريانوفا: "ربما تدرك أنهم لا يفهمون شيئا مما تقوله أو سيبدأون في التلعثم أو التعثر عند التحدث. وهذا يرجع إلى تدهور الفص الجبهي للدماغ، الذي يتعامل مع إنتاج اللغة".
التغيرات في الشخصية
إذا تأثرت قشرة الفص الجبهي لأحد أفراد أسرتك أو أحد أصدقائك بالخرف، فقد يظهر عليهم فجأة ميول غريبة مثل الوسواس القهري أو يصبحون خائفين أو عدوانيين أو منعزلين تماما.
المصدر: ذي صن