وقال الأطباء إن الجنين طور أطرافه العلوية وعظامه وحتى أظافره، ما يعني أن من المحتمل أنه استمر في النمو لأشهر أثناء وجوده داخل شقيقته في الرحم.
وتم اكتشاف الجنين، الذي كان يبلغ طوله نحو أربع بوصات، فقط عندما أخذ الوالدان ابنتهما لإجراء فحوصات في المستشفى لأنها كانت تعاني من تضخم في الرأس ومشاكل في المهارات الحركية.
وتعرف هذه الحالة النادرة باسم "جنين داخل جنين" (Fetus-in-Fetus) وهو مصطلح طبي يصف عيبا خلقيا تندمج فيه التوائم معا في الرحم ويتطور أحدهما جسديا داخل الآخر.
وتم توثيق نحو 200 حالة فقط، منها 18 حالة حدثت داخل الجمجمة. وتم اكتشاف وجود جنين داخل جنين أيضا في الحوض والفم والأمعاء وحتى كيس الصفن.
وتحدث هذه الحالة بسبب عدم اكتمال الفصل بين التوائم المتماثلة التي تتكون عند انقسام بويضة واحدة. والأطباء لا يعرفون بالضبط كيف يحدث هذا.
وافترض البعض أن التوأم السليم يتصل بالأم عبر المشيمة، بينما يلتصق الآخر بالأوعية الدموية للتوأم.
ومع نمو التوأم الأكبر، يتم امتصاص الصغير في البطن. واقترح علماء آخرون أن ذلك يحدث نتيجة لانقسام الخلايا المتأخر.
وقد يستمر الجنين غير القابل للحياة في النمو لعدة أسابيع وشهور داخل أخيه، حتى في تكوين الأعضاء والعظام والأطراف.
وفي الواقع، تم الكشف عن هذه الحالة النادرة في ديسمبر في مجلة طب الأعصاب التابعة للأكاديمية الأمريكية Neurology.
وتم نقل الطفلة التي لم يذكر اسمها إلى المستشفى بعد أن ظهرت عليها مشاكل في مهاراتها الحركية.
ولم يشارك الأطباء أي تفاصيل أخرى عن حالتها، لكن هذا قد يشمل مشاكل في المشي أو الجلوس.
وكشفت الأشعة المقطعية أن التوأم الطفيلي عرض دماغ شقيقته للضغط، كما أنها كانت تعاني أيضا من استسقاء الرأس، وهو تراكم السوائل في أعماق الدماغ الذي يمكن أن يتسبب في تضخم الرأس والنعاس الشديد والنوبات المرضية.
وعلى الرغم من أن التوأم الطفيلي، البالغ حجمه بضع سنتيمترات والذي يتكون من خلايا حيوية، استمر في البقاء على قيد الحياة بعد عام من الولادة لأنه تشارك في إمدادات الدم مع شقيقته، إلا أنه لا يمكن للجنين المشوه بأي حال من الأحوال البقاء على قيد الحياة خارج التوأم المضيف لأن ليس لديه دماغ أو قلب.
المصدر: ديلي ميل