كيف يمكن لـ"جوارب الطيران" أن تقضي على الشخير المزعج؟!
يبدو أن الجوارب التي يتم ارتداؤها عادة لمنع تجلط الدم أثناء الرحلات الطويلة قد تمنع الشخير أيضا.
وتجري تجربة سريرية في فرنسا تشمل 24 شخصا يشخرون بشدة لمعرفة ما إذا كان ارتداء الجوارب بطول الركبة أثناء النهار وخلعها في وقت النوم يقلل من عدد الاضطرابات الليلية الناجمة عن انقطاع النفس أثناء النوم.
ويحدث الشخير عندما ترتخي عضلات مجرى الهواء أثناء النوم.
وبالنسبة لمعظم الناس، لا يمثل هذا مشكلة، ولكنه في حالة انقطاع التنفس أثناء النوم يؤدي إلى انهيار كامل يمكن أن يفضي إلى توقف التنفس مؤقتا. ويحدث صوت الشخير عندما يهتز الهواء معاكساً الأنسجة الرخوة بمروره بقوة.
وبمجرد أن يدرك الدماغ أن التنفس قد توقف، فإنه يرسل إشارة لعضلات مجرى الهواء للانقباض مرة أخرى.
وهذا يفتح مجرى الهواء، وغالبا ما يتسبب في استيقاظ المصاب بهزة. وفي حالة انقطاع النفس النومي الخفيف، يمكن أن يحدث هذا مرة واحدة كل عشر دقائق تقريبا. وإذا كانت الحالة شديدة، فهذا يعني أن النوم يمكن أن يضطرب كل دقيقتين. والتأثير التراكمي هو أن المريض يشعر بالإرهاق في اليوم التالي، ويفتقر إلى التركيز وهذا يزيد من مخاطر تعرضه للحوادث.
ويشمل العلاج القياسي ارتداء قناع على الأنف والفم أثناء النوم، يضخ الهواء إلى الجسم. ويسمى ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر، وهذا يزيد من ضغط الهواء في مجرى الهواء ويبقيه مفتوحا. لكن بعض الناس يجدون القناع مرهِقا، وتشير الأبحاث إلى أن ما يقرب من ثلث المرضى لا يستخدمون الجهاز مطلقا، أو يتخلون عنه في غضون 12 إلى 15 شهرا.
ويمكن أن تساعد جوارب الطيران، عن طريق تقليل كمية السوائل التي تتراكم في أسفل الساقين خلال اليوم.
ووجدت بعض الدراسات الصغيرة أن بعض هذا السائل ينتقل بسبب الجاذبية إلى منطقة الرقبة عندما يكون شخص ما مستلقيا في السرير ليلا وهذا يمكن أن يؤدي إلى توقف التنفس أثناء النوم.
ويزيد تراكم السوائل حول الرقبة (المعروف باسم "التحول المنقاري") من خطر الإصابة بانقطاع النفس النومي لأن العضلات حول القصبة الهوائية تكافح من أجل دعم الوزن الزائد.
وتضغط الجوارب على أسفل الساق لإيقاف تراكم السوائل في المقام الأول.
ووجدت دراسة أجريت عام 2015 في كندا أنه عندما يرتدي الرجال المصابون بانقطاع النفس النومي الشديد الجوارب الضاغطة كل يوم لمدة أسبوعين، فإن استيقاظهم ليلا ينخفض إلى النصف. كما تم تقليل تراكم السوائل حول أعناقهم بشكل كبير.
والآن، هناك تجربة لمدة عام، بدأت في سبتمبر الماضي وتجري في مستشفى جامعة بيتي سالبترير في باريس، تختبر استخدام الجوارب لدى 24 رجلا يعانون من انقطاع النفس النومي الشديد - سيرتدونها يوميا لمدة شهر، يتبعها شهر بدونها. ويقول الباحثون إنهم يأملون في تكرار النتائج الكندية السابقة.
وقال الدكتور نيل ستانلي، خبير النوم المستقل، إنه على الرغم من أن العلاج باستخدام جوارب الطيران يبدو واعدا، إلا أن الأدلة حتى الآن تشير إلى أنه يقلل فقط من حدة توقف التنفس أثناء النوم، بدلا من التخلص منه تماما.
وقال "هذا لا يزال يعني أن المريض يعاني من النعاس أثناء النهار - يجب أن يكون العلاج حول تقليله إلى ما يقرب من الصفر قدر الإمكان".
المصدر: ديلي ميل
