وتتفاقم طبيعة النوبات القلبية التي تهدد الحياة بسبب سلوكها المفاجئ وغير المتوقع. وتتطلب حالة الطوارئ الخطيرة، التي تبدو كأنها تخرج من العدم، مساعدة طبية فورية، مع وجود دقائق قادرة على إحداث فرق كبير.
ولحسن الحظ، يمكن للتكنولوجيا الجديدة أن "تغير قواعد اللعبة" في ما يتعلق بالنوبات القلبية". وتجمع الطريقة المسماة radiomics بين البيانات المأخوذة من التصوير المقطعي المحوسب (CT) التي تكشف عن علامات المرض غير المرئية في الصور وحدها.
وتشير الورقة البحثية المنشورة في مجلة Radiology، إلى أن عمليات الفحص العالية التقنية هذه يمكن أن تلتقط المرضى المعرضين لخطر الإصابة بنوبة قلبية قبل سنوات من حدوثها.
ويمكن أن يساعد radiomics في اكتشاف رواسب الدهون في جدران الشرايين التي يمكن أن تقطع فيما بعد إمداد الدم للأعضاء، ما يؤدي إلى حالة طبية طارئة.
وتؤدي الرواسب الدهنية، أو كما تعرف باللويحات، وهي مزيج خطير من الدهون والكوليسترول الضار، إلى النوبات القلبية ولكن من الصعب التنبؤ بموعد تمزقها.
وقال المؤلف الرئيسي المشارك في البحث الدكتور لونغ تشانغال، من جامعة نانجينغ: "نتائج هذه الدراسة مشجعة ومثيرة. قدم radiomics أسلوبا أكثر دقة لاكتشاف اللويحات المعرضة للخطر مقارنة بالمعايير التشريحية لتصوير الأوعية التاجية بالتصوير المقطعي المحوسب".
ويمكن أن تكون هذه التكنولوجيا عامل تغيير محتمل للعبة، حيث يمكن وصف الأدوية الخافضة للكوليسترول، المعروفة باسم الستاتين، أو الأدوية الوقائية الأخرى في وقت أبكر.
وطور الفريق الصيني نموذجا يعتمد على معلومات من الأشعة المقطعية لنحو 300 فرد.
ومكّن الفحص من اكتشاف الجلطات الدموية التي تهدد الحياة، وهو سبب آخر يمكن أن يؤدي إلى النوبات القلبية، في أكثر من 700 مريض يشتبه في إصابتهم بمرض الشريان التاجي.
وتم ربط "بصمة إشعاعية عالية" بشكل مستقل بالنوبات القلبية المحتملة على مدى فترة متابعة متوسطة مدتها ثلاث سنوات.
وقال الدكتور تشانغ: "إذا تم تضمين التحليل الإشعاعي في مراكز عمل تصوير الأوعية بالتصوير المقطعي المحوسب الروتينية، فيمكنه تحديد اللويحات المعرضة للخطر تلقائيا لمراجعة الطبيب. وبالتالي، قد يحسن radiomics بشكل كبير دقة الكشف عن اللويحات العالية الخطورة في الممارسة السريرية الروتينية".
المصدر: إندبندنت