وبحث فريق بقيادة باحثين في معهد كوينزلاند بيرغوفر للأبحاث الطبية (QIMR Berghofer)، في العوامل التي يمكن أن تحسن البقاء على قيد الحياة لدى النساء بعد تشخيص المرض.
ووجدت الدراسة أن جرعة منخفضة من الأسبرين قد تحسن البقاء على قيد الحياة من سرطان المبيض بمعدل شهرين ونصف.
وتابعت الدراسة أكثر من 900 امرأة أسترالية تم تشخيص سرطان المبيض لديهن حديثا، وسألتهن عن عدد المرات التي استخدمن فيها العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات مثل الأسبرين.
وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، الدكتورة عزام مجيدي إن النساء اللواتي أبلغن عن تناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية أربعة أيام على الأقل في الأسبوع في خلال 12 شهرا بعد التشخيص، يعشن في المتوسط لفترة أطول من المعتاد أو مقارنة بالمرضى اللاتي لم تتناول الأسبرين. وكانت معظم المستخدمات تتناولن جرعة يومية منخفضة من الأسبرين.
وأوضحت الدكتورة مجيدي: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن الاستخدام المتكرر لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية قد يحسن بقاء النساء المصابات بسرطان المبيض، بغض النظر عما إذا كن قد بدأن في تناول الأدوية قبل التشخيص أو بعده".
وتابعت: "وجدنا أن الاختلاف سيترجم إلى متوسط بقاء 2.5 شهرا إضافيا في السنوات الخمس التالية للتشخيص. وفي حين أن هذا قد لا يبدو كثيرا، إلا أنه مهم لسرطان المبيض. وغالبا ما يتم تشخيص المرض في مرحلة متقدمة عندما يكون التشخيص ضعيفا وخيارات العلاج محدودة".
وقد يكون من الصعب اكتشاف سرطان المبيض، وعادة لا يتم اكتشافه حتى المراحل الثالثة أو الرابعة، عندما يكون معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات 29% فقط.
وما يصل إلى 80% من النساء يعانين من تكرار الإصابة بالسرطان بعد العلاج. ومع ذلك، اقترحت دراسة QIMR Berghofer أنه في أولئك اللائي استخدمن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية بشكل متكرر، فإن السرطان لا يعود بالسرعة نفسها.
وقالت الدكتورة مجيدي إن النتائج تقدم الأمل في أن جرعة منخفضة من الأسبرين قد تساعد في النجاة من سرطان المبيض على مستوى السكان، بينما يواصل الباحثون البحث عن علاجات أفضل. لكنها شددت أيضا على أن الأسبرين ليس آمنا للجميع، لذا يجب ألا تبدأ النساء في تناول الأدوية دون استشارة الطبيب.
وأضافت: "أحد الأشياء المثيرة حول هذه النتائج هو أن جرعة منخفضة من الأسبرين ميسورة التكلفة وآمنة نسبيا للاستخدام على مستوى السكان. وبينما تُظهر العلاجات الأكثر استهدافا والأكثر تقدما وعدا كبيرا، إلا أنها مكلفة للغاية في الوقت الحالي ولا يمكن للجميع الوصول إليها، خاصة في البلدان الفقيرة".
وواصلت: "هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث بما في ذلك التجارب السريرية لتأكيد ما إذا كانت هذه الأدوية يمكن أن تحسن بقاء النساء المصابات بهذا المرض الرهيب".
ولا تعد هذه الدراسة التي نُشرت في مجلة JNCI: Journal of the National Cancer Institute، الأولى التي تشير إلى وجود صلة بين مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية والبقاء على قيد الحياة من سرطان المبيض. ومع ذلك، قد تكون بعض الدراسات السابقة تأثرت بالمشكلات المنهجية، والتي سعت هذه الدراسة الأخيرة إلى معالجتها.
المصدر: ميديكال إكسبريس