فوفقا للعلماء، قد يكون شرب الثمانية أكواب من الماء الموصى بها يوميا مرتفعا للغاية بالنسبة لاحتياجاتنا الفعلية.
ونظرا لأن ما يقارب نصف استهلاكنا اليومي من الماء يأتي من الطعام، يقدر الباحثون أننا نحتاج فقط إلى ما بين 1.3 و1.8 لتر يوميا، أي أقل من اللترين الموصى بهما عادة.
واعتمدت الدراسات السابقة في هذا المجال على دراسات استقصائية مطبقة على عينات صغيرة من الناس، لكن أكثر من 90 عالما في جميع أنحاء العالم تعاونوا الآن لقياس معدل استهلاك المياه المطلوب باستخدام تقنية مختلفة.
وأجرى الفريق الدولي مسحا لـ5604 أشخاص تتراوح أعمارهم بين ثمانية أيام و96 عاما من 23 دولة مختلفة.
وقد شرب المشاركون كمية محددة من الماء المخصب بعنصر الديوتيريوم الموجود بشكل طبيعي في جسم الإنسان، وهو غير ضار.
وقاموا بقياس معدل اختفاء الديوتيريوم من الجسم، ما كشف عن مدى سرعة دوران الماء في الجسم.
وكشف التحليل، الذي نُشر في مجلة Science، أن أولئك الذين يعيشون في بيئات حارة ورطبة وعلى ارتفاعات عالية، وكذلك الرياضيين والنساء الحوامل والمرضعات يحتاجون إلى المزيد من الماء لأن معدل دورانه كان أعلى.
وقال البروفيسور جون سبيكمان، أحد المؤلفين الرئيسيين للورقة البحثية، من جامعة أبردين، إن معدل دوران المياه لا يساوي متطلبات مياه الشرب. وأوضح: "حتى لو كان متوسط معدل دوران الماء لدى رجل في العشرينيات من العمر 4.2 لترات في اليوم، فإنه لا يحتاج إلى شرب 4.2 لترات من الماء كل يوم".
فنحو 15% من هذه القيمة يعكسه التناوب على شرب المياه السطحية واستيعاب المياه الناتجة عن التمثيل الغذائي.
وهكذا تبلغ كمية المياه الفعلية المطلوبة نحو 3.6 لتر في اليوم.
فنظرا لأن معظم الأطعمة تحتوي أيضا على الماء، يتم توفير كمية كبيرة من الماء عن طريق الأكل فقط.
وتظهر هذه الدراسة أن الاقتراح الشائع بأننا يجب أن نشرب ثمانية أكواب من الماء ربما يكون مرتفعا للغاية بالنسبة لمعظم الناس وفي معظم المواقف.
وأوضح العلماء أن شرب الأكواب الثمانية الموصى بها ربما لا يكون ضارا، ولكنه ليس ضروريا أيضا في معظم الظروف.
وبشكل أوضح "تشير الحسابات إلى أن الرجل العادي في منتصف العمر قد يحتاج إلى شرب نحو 1.6 إلى 1.8 لتر يوميا، وأن المرأة العادية من نفس العمر ستحتاج إلى نحو 1.3 إلى 1.4 لتر".
وبالنسبة للأفراد في الثمانينيات من العمر، فقد تنخفض الكمية إلى نحو 1.1 لتر في اليوم.
لكن الأمر يعتمد كثيرا على أنواع الطعام الذي يأكلونه. فإذا كانوا يأكلون الكثير من الحساء، على سبيل المثال، فإنهم سيحتاجون إلى شرب ماء أقل.
كما ان السوائل من قبيل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية وعصير الفاكهة تحتسب أيضا من الإجمالي اليومي، رغم بعض الجوانب الغير الصحية التي قد تظهرها هذه المشروبات.
وتأتي نتائج هذه الدراسة عقب ادعاء أطباء هذا الأسبوع بأن أسطورة الكونغ "فو بروس لي" ربما مات بسبب شرب الكثير من الماء.
وقد توفي نجم فنون الدفاع عن النفس وأيقونة هوليوود عن عمر يناهز 32 عاما عام 1973.
وكشف الباحثون الذين راجعوا الأدلة أن بروس مات على الأرجح بسبب نقص الصوديوم في الدم. وكتبوا في مجلة Clinical Kidney Journal: "بعبارة أخرى، نفترض أن عدم قدرة الكلى عند بروس لي على إفراز الماء الزائد قتله".
المصدر: ديلي ميل