واستخدم الدكتور جون هيلين موين والدكتور دانيال هوانغ وكارولين بريتو نونيس من معهد العلوم البيولوجية الجزيئية بجامعة كوينزلاند علم الوراثة لتحليل سلوك شرب القهوة، وتظهر النتائج التي توصلوا إليها أن استهلاك القهوة المحدود أثناء الحمل لم يزد من خطر الإجهاض أو الإملاص (ولادة جنين ميت) أو الولادة المبكرة (ولادة الخدج).
وقال الدكتور موين: "المبادئ التوجيهية الحالية لمنظمة الصحة العالمية تنص على أن النساء الحوامل يجب أن يشربن أقل من 300 ملغ من الكافيين، أو كوبين إلى ثلاثة أكواب في اليوم. لكن هذا يعتمد على دراسات قائمة على الملاحظة حيث يصعب فصل شرب القهوة عن عوامل الخطر الأخرى مثل التدخين أو الكحول أو سوء التغذية. أردنا معرفة ما إذا كانت القهوة وحدها تزيد بالفعل من مخاطر نتائج الحمل السلبية، ويظهر البحث أن هذا ليس هو الحال".
وأوضح الدكتور هوانغ أن سلوك شرب القهوة يرجع جزئيا إلى الجينات، مع مجموعة محددة من المتغيرات الجينية التي تؤثر على كمية القهوة التي نشربها.
وتابع: "أظهرنا أن هذه المتغيرات الجينية لا تؤثر فقط على استهلاك القهوة في عموم السكان ولكن أيضا في النساء الحوامل".
واستخدم الباحثون طريقة تسمى Mendelian Randomization، والتي استخدمت ثمانية متغيرات جينية تنبأت بسلوك شرب القهوة لدى النساء الحوامل، وفحصت ما إذا كانت هذه المتغيرات مرتبطة أيضا بنتائج الولادة.
وقال الدكتور هوانغ: "لأننا لا نستطيع أن نطلب من النساء شرب كميات موصوفة من القهوة أثناء الحمل، استخدمنا التحليلات الجينية لتقليد تجربة تحكم عشوائية".
ووجد التحليل الجيني أنه لا يوجد خطر أكبر للإجهاض أو الإملاص أو الولادة المبكرة للنساء اللاتي شربن القهوة.
وكشف الدكتور هوانغ: "عندما يتعلق الأمر بالنظام الغذائي أثناء الحمل، غالبا ما تُنصح النساء بمقاطعة القهوة، لكن هذه الدراسة تظهر أنه لا يزال بإمكانهن الاستمتاع بالقهوة دون القلق بشأن زيادة مخاطر نتائج الحمل هذه".
ويؤكد الباحثون أن الدراسة نظرت فقط في بعض نتائج الحمل السلبية، ومن المحتمل أن يؤثر استهلاك الكافيين على جوانب مهمة أخرى لتطور الجنين.
وأوضح الدكتور موين: "لهذا السبب، لا نوصي بتناول كميات كبيرة أثناء الحمل، ولكن باستهلاك منخفض أو معتدل للقهوة".
المصدر: ميديكال إكسبريس