وهذا على الرغم من أن سرطان الجلد هو أكثر أنواع السرطانات التي يمكن الوقاية منها، لأن معظم الحالات ناتجة عن تلف من أشعة الشمس فوق البنفسجية.
وتُظهر بيانات المسح، الذي أجراه الباحثون في الأكاديمية الأوروبية للأمراض الجلدية والتناسلية (EADV)، أيضا، أن فحص الشامة أو فحص سرطان الجلد كان السبب الرئيسي لاستشارة المرضى لطبيب الأمراض الجلدية على مدار الاثني عشر شهرا الماضية، مع أكثر من خمس المواعيد الطبية (22.3%) كانت مع أخصائي الجلد لفحص شامة أو آفة.
وتشير نتائج مسح عبء الأمراض الجلدية (BOSD)، الذي أجراه الباحثون على 44689 بالغا من 27 دولة، إلى الحاجة إلى "التوسع في التثقيف بشأن سرطان الجلد في جميع أنحاء أوروبا لمساعدة السكان على اتخاذ خيارات أكثر أمانا للبشرة"، وفقا لأطباء الأمراض الجلدية البارزين في المنظمة.
ومن بين الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع، أبلغ 0.6% عن تشخيصهم بالميلانوما، أو سرطان الخلايا الصبغية، وهو الشكل الأكثر فتكا لسرطان الجلد.
ومع ذلك، فإن سرطانات الخلايا الكيراتينية، التي تشمل الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية، هي الأكثر انتشارا من بين جميع السرطانات والأكثر سرعة مع توقع ارتفاع معدل الإصابة بأكثر من 40% حتى عام 2040.
وقالت ماري أليث ريتشارد، الأستاذة في مستشفى جامعة لا تيمون مرسيليا، وعضو مجلس إدارة الأكاديمية الأوروبية للأمراض الجلدية والتناسلية (EADV)، الذي يقود الاستطلاع، إن النتائج "توضح الحاجة إلى اتخاذ إجراءات للوقاية من سرطان الجلد، والذي يكون له توقعات علاجية جيدة إذا تم اكتشافه مبكرا، ولكن ينظر إليه السكان على أنه حالة خطيرة ومهددة للحياة".
وأوضحت البروفيسورة ريتشارد أنها تعتقد أن المسح "يؤكد الحاجة إلى تحسين الفهم والتعليم والوعي بشأن سرطان الجلد وتنفيذ التدخلات القائمة على الأدلة كجزء من خطة التغلب على السرطان في أوروبا".
وأضافت أن "سرطان الجلد هو جزء من 40% من السرطانات التي يمكن الوقاية منها والتي يمكن أن نحد من حدوثها بشكل كبير إذا قدمنا تثقيفا أكثر اتساقا وانتشارا للسكان".
وتابعت: "يجب أن يكون هذا مكملا لسياسة مناسبة وإطارا تنظيميا لتقليل الإصابة بسرطان الجلد والحيلولة دون أن يصبح تحديا كبيرا للأنظمة الصحية".
سرطان الجلد وجودة الحياة
قال ما يقارب نصف الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع (46.6%) والذين أبلغوا عن وجود سرطان جلدي واحد على الأقل، أنهم شعروا "بقلق واكتئاب متوسط أو شديد للغاية"، مع كون القلق والخوف من الندوب الجراحية، والوفاة والورم النقيلي، السبب الرئيسي لتغيير نوعية الحياة .
وبينما أشار ما يقارب نصف المرضى إلى أن هناك تأثيرا سلبيا على حياتهم الشخصية، قال نحو ثلاثة من كل خمسة إنهم تأثروا في حياتهم المهنية. وكانت النتيجة الأكبر هي تغيير ساعات العمل أو تغيير النشاط المهني، لكن 22.6% قالوا إنهم لم يحصلوا على وظيفة مأمولة و31.3% رفضوا عرضا مهنيا.
المصدر: ميديكال إكسبريس