نشرت وزارة الصحة والخدمات البشرية الأمريكية (HHS) ووزارة الزراعة الأمريكية (USDA) نسخة محدثة من إرشاداتها الغذائية، والتي تُستخدم كدليل معياري للأكل الصحي.
يقول متحدث باسم وزارة الزراعة الأمريكية: "روتين الأكل الصحي مهم في كل مرحلة من مراحل الحياة ويمكن أن تكون له آثار إيجابية تتراكم بمرور الوقت، باتباع نظام غذائي متوازن يتوافق مع الإرشادات الغذائية، كما يمكن للأفراد تقليل مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري من النوع 2 والسرطان."
ووفقا لأخصائية التغذية والمتحدث الوطني باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية غريس ديروشا، فإن النظام الغذائي المتوازن هو نظام يلبي الاحتياجات الغذائية للفرد من أجل مساعدته في الحفاظ على صحة جيدة ووزن صحي.
وبحسب ديروشا يحتاج البشر إلى كمية معينة من السعرات الحرارية والمغذيات للبقاء في صحة جيدة، ويوفر النظام الغذائي المتوازن جميع العناصر الغذائية والطاقة التي يحتاجها الشخص، دون تجاوز السعرات الحرارية اليومية الموصى بها. يحتوي على الكميات المناسبة من مجموعات غذائية متنوعة للجسم.
و توضح ديروشا أن المجموعات الغذائية الخمس، الفواكه والخضروات والحبوب والبروتين ومنتجات الألبان، هي أساس مكونات النظام الغذائي المتوازن، على الرغم من أن كمية الطعام التي يحتاجها كل شخص يمكن أن تختلف باختلاف العمر والوزن والجنس والطول ومستوى النشاط.
يقول متحدث باسم وزارة الزراعة الأمريكية: "تعد MyPlate Plan أداة رائعة يمكن للأفراد استخدامها لمعرفة ما وكمية كل مجموعة من مجموعات الطعام الخمس التي يجب أن يستهلكوها، بناء على نمط حياتهم".
من أين أتى مصطلح "النظام الغذائي المتوازن"؟
يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر والعالم الإنساني الإيطالي بارتولوميو ساكي، المعروف أيضًا باسم Il Platina ، والذي يمكن أن يقال إنه كتب أول كتاب حمية مبيعا،"بصدق السرور والصحة".
تقول ديروشا: "أصبح المجتمع الراقي مهووسا بتوصياته المتعلقة بالعلاقة بين متعة تذوق الطعام والصحة وكيفية العيش مائة عام، أما كتاب "نقاشات عن الحياة الرصينة" للعام (1558) من تأليف "ألفيز كورنارو" فلا يزال يستشهد بها حتى يومنا هذا.
تضيف ديروشا: "بعد إدراك المخاطر التي كان يواجهها في أسلوب حياته المتسامح مع نفسه، تبنى هذا الأرستقراطي الفينيسي نظاما غذائيا مقتصدا وعاش ليصبح مئويا، ويشير كتابه إلى الكتّاب القدماء وبالتالي يحيي مبادئ الاعتدال اليونانية القديمة لإظهار أن نمط الحياة الصحي يبدأ بنظام غذائي صحي."
ما مدى صعوبة تحقيق نظام غذائي متوازن؟
على الرغم من أنه يتطلب جهدا، إلا أنه بمجرد أن يصبح النظام الغذائي المتوازن جزءا من الحياة اليومية، يصبح من السهل الحفاظ عليه.
تقول درويشا:" لا يعني ذلك نظاما صارما بلا متعة، فهناك عدد قليل من الأشخاص الذين يمكنهم الحفاظ على خطة الأكل هذه، ولكن هذا يعني أنه يجب بذل الجهد لتضمين ما يكفي من الفيتامينات والمعادن والماء ومضادات الأكسدة والكربوهيدرات والبروتينات والدهون الصحية في وجباتنا الغذائية على أساس يومي".
وتضيف ديروشا: "هذا يعني مجموعة متنوعة من المجموعات الغذائية ، بما في ذلك الفاكهة والخضروات والحبوب والنشويات ومنتجات الألبان والأطعمة البروتينية ، مثل اللحوم والأسماك ".
وتقترح وزارة الزراعة الأمريكية عبر إرشاداتها، ملء نصف طبقك بالفواكه والخضروات، وما يزيد قليلا عن ربع بالحبوب، وربع بالبروتين، مثل الجبن أو السمك، ثم نضيف الألبان على الجانب، نظرا لاختلاف احتياجات كل شخص، فمن الجيد التوجه إلى تطبيق Start Simple with MyPlate ، المصمم للأشخاص لتحديد أهداف الوجبة اليومية والوجبات الخفيفة لمساعدتهم على تحقيق نظام غذائي صحي، ويمكن أن يجعل تحقيق نظام غذائي متوازن أمرا ممكنا.
كيف يؤثر النظام الغذائي المتوازن على صحتنا؟
تقول ديروشا: "من دون التغذية المتوازنة، يكون جسمك أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والعدوى والتعب وانخفاض الأداء"، وتضيف:"الأطفال الذين لا يحصلون على ما يكفي من الأطعمة الصحية قد يواجهون مشاكل في النمو، وأداء أكاديمي ضعيف وعدوى متكررة."
ووفقا لمركز العلوم في المصلحة العامة، فإن أربعة من أهم 10 أسباب رئيسية للوفاة في الولايات المتحدة مرتبطة ارتباطا مباشرا بالنظام الغذائي، أمراض القلب والسرطان والسكتة الدماغية ومرض السكري من النوع 2.
كيف تؤثر على صحتك إذا كنت تفتقد للمغذيات؟
أوضحت دراسة في تقارير الطب الوقائي أن سوء التغذية لا يتعلق فقط بنقص الغذاء، ولكن نقص نوعية الطعام المغذي .
أوضحت ديروشا: "يشير سوء التغذية إلى الحصول على القليل جدا أو الكثير جدا من بعض العناصر الغذائية، ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، بما في ذلك توقف النمو ومشاكل العين والسكري وأمراض القلب".
وبحسب الخبراء هناك نوعان من سوء التغذية: نقص التغذية والإفراط في التغذية، وينتج نقص التغذية عن عدم الحصول على ما يكفي من البروتين أو السعرات الحرارية أو المغذيات الدقيقة ويؤدي إلى انخفاض الوزن والطول مقابل العمر والوزن بالنسبة للسن.
وتشير ديروشا إلى أن الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية، قد يصابون بنقص في الفيتامينات والمعادن، وخاصة الحديد والزنك وفيتامين أ واليود.
المصدر:لايف ساينس