وبعد أكثر من 15 عاما من البحث المضني، نشر العلماء في جامعة برينستون في الولايات المتحدة ورقتين بحثيتين تصفان علاجهم الجديد الواعد. وركز الباحثون على تحديد الجين "غير المعروف ولكن المميت" المسمى "ميتاديرين" (MTDF)، والموجود في معظم أنواع السرطان الرئيسية.
ويوجد "ميتاديرين" في سرطان الرئة والقولون والثدي والبروستات والكبد، ما يجعله هدفا محتملا لتطوير العلاج في المستقبل.
ووفقا لعالم بيولوجيا السرطان ييبين كانغ، توصل باحثو جامعة برينستون إلى طريقة يمكن من خلالها مهاجمة هذا الجين أو تعطيله. والأهم من ذلك، تشير أبحاثهم حتى الآن إلى أنه يمكن القيام بذلك دون التسبب في أي آثار جانبية واضحة.
وقال البروفيسور كانغ: "لا يمكنك العثور على هدف دوائي أفضل من هذا: MTDF مهم لمعظم السرطانات البشرية الرئيسية، وليس مهما للخلايا الطبيعية، ويمكن القضاء عليه من دون آثار جانبية واضحة".
وحتى الآن، اختبر العلاج الجديد فقط على الفئران والأنسجة البشرية. ولكن الباحثين متفائلون بأنهم سينتقلون إلى التجارب السريرية على المرضى في غضون سنوات قليلة.
وقال كانغ: "في الورقتين اللتين ننشرهما بشكل متتال، نحدد المركب ونبين أنه فعال ضد السرطان، ونبين أنه فعال للغاية عندما يقترن بالعلاج الكيميائي والعلاج المناعي. وعلى الرغم من أن السرطانات النقيلية مخيفة، إلا أنه من خلال اكتشاف كيفية عملها - معرفة اعتمادها على مسارات رئيسية معينة مثل MTDF - يمكننا مهاجمتها وجعلها عرضة للعلاج".
وركز بحث الخبير بشكل أساسي على مر السنين على الورم الخبيث السرطاني (الانبثاث)، وهو قدرة السرطان على الانتشار من جزء من الجسم إلى آخر، ما يجعل المريض أكثر عرضة للوفاة.
وتشير البيانات الصادرة عن المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة إلى أن 99% من مرضى السرطان يعيشون في غضون خمس سنوات من تلقي تشخيصهم.
ولكن حوالي 29% فقط من المرضى ينجون إذا انتشر السرطان لديهم.
وقال المعد الرئيسي للدراسة والباحث المشارك، مينهونغ شين: "يتسبب سرطان الثدي النقيلي في أكثر من 40 ألف حالة وفاة كل عام في الولايات المتحدة، ولا يستجيب المرضى جيدا للعلاجات القياسية، مثل العلاجات الكيميائية والعلاجات المستهدفة والعلاجات المناعية. وحدد عملنا سلسلة من المركبات الكيميائية التي يمكن أن تعزز بشكل كبير معدلات استجابة العلاج الكيميائي والعلاج المناعي في نماذج فأر سرطان الثدي النقيلي. هذه المركبات لها إمكانات علاجية كبيرة".
ووفقا للبروفيسور كانغ وزملائه، فإن MTDH يسمح للأورام السرطانية بالبقاء على قيد الحياة من الإجهاد المرتبط بالعلاج الكيميائي و"تكميم صرخة الإنذار" للأعضاء التي غزاها الورم.
ويعيد العلاج الجديد الذي طوره الفريق، في جوهره، تنشيط نظام إنذار الجسم.
وقال كانغ: "في الأنسجة الطبيعية، لا تكون الخلايا السليمة عادة تحت الضغط أو تقدم إشارات يمكن أن يتعرف عليها الجهاز المناعي على أنها غريبة، ولهذا السبب فإن MTDH ليس ضروريا للأنسجة الطبيعية".
ويأمل الباحثون أن يبدأوا التجارب البشرية في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام.
ونُشرت النتائج هذا الأسبوع في مجلة Nature Cancer.
المصدر: إكسبريس