ويعد الخرف أحد أكثر مشكلات الشيخوخة شيوعا حول العالم، وهو مصطلح يصف تدهور القدرة العقلية للشخص بشكل حاد بما يكفي ليعيق حياته اليومية.
ويعد فقدان الذاكرة والارتباك من العلامات الرئيسية لهذه الحالة العقلية، وهناك العديد من أنواع الخرف المختلفة، والتي يرتبط كل منها بنوع معين من تلف خلايا الدماغ. ولا يمكن ضمان الوقاية أو العلاج من أمراض الخرف، وخاصة أكثرها شيوعا، وهو مرض ألزهايمر.
وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) إن أسلوب الحياة الصحي قد يساعد في إدارة الأعراض وإبطاء تطورها، خاصة عند التشخيص المبكر.
وفي ما يلي العلامات الأربع الأقل شيوعا للخرف، التي يجب أن تبحث عنها:
1. أمراض العيون وفقدان السمع
وجدت دراسة أجريت هذا العام أن الذين يعانون من بعض أمراض العين معرضون بشكل أكبر للإصابة بالخرف.
وقال الخبراء الذين أجروا دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة إن الأشخاص الذين يعانون من التنكس البقعي المرتبط بالعمر كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 25%.
ووجدت الدراسة أيضا أن الذين يعانون من إعتام عدسة العين لديهم خطر متزايد للإصابة بالخرف بنسبة 11% وأن أولئك المصابين بأمراض العيون المرتبطة بالسكري لديهم مخاطر عالية بنسبة 61% للإصابة بالمرض.
كما توصلت دراسة أخرى، أجراها خبراء في جامعة أكسفورد، إلى أن الذين يخرجون إلى المطاعم الصاخبة ويكافحون لسماع ما يقوله أصدقاؤهم معرضون أيضا لخطر الإصابة بالخرف.
وقالت كاتي بوكرينغ، مديرة خدمات المعلومات في Alzheimer’s Research UK، إنه قد يكون هناك سببان لهذا الارتباط: الأول هو أن فقدان السمع قد يكون مرتبطا بالتغيرات الخلوية في الدماغ. ويتمثل السبب الثاني في أن العزلة الاجتماعية عُرفت منذ فترة طويلة بأنها تشكّل خطرا على الإصابة بمرض ألزهايمر وغيره من أشكال الخرف، بحسب صحيفة "التلغراف".
2. تغيير في المزاج
إذا لم تعد تفهم النكات التي اعتدت أن تجدها مضحكة أو أن هناك تغييرا في المزاج وروح الدعابة التي اعتدها لديك، فقد يكون هذا علامة تحذير مبكرة من الخرف.
ووجدت دراسة نُشرت في عام 2017 أن المصابين بالخرف المبكر لا يجدون نكات الآخرين مضحكة.
وبينما وجد تقرير نشر عام 2009 استنادا إلى فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أن المصابين بالخرف يكافحون لفهم الدعابات.
3. أمراض اللثة
أظهرت دراسة أُجريت عام 2019 أن أمراض اللثة تشكل خطرا كبيرا على الإصابة بالخرف.
ووجدت الدراسات مرارا وتكرارا أن أولئك الذين اختاروا حياة صحية تقل احتمالات إصابتهم بالمرض، لكن هذا لا يعني أنهم لا يتم تشخيصهم أبدا بالخرف.
وقد يرجع الارتباط بأمراض اللثة إلى الحالة الصحية السيئة بشكل عام والعديد من الحالات مثل مرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، والسمنة، وإدمان الكحول، وتظهر جميعها بشكل أكبر لدى المصابين بالخرف.
4. الانعزال عن العائلة والأصدقاء
قد يلاحظ الأصدقاء وأفراد العائلة أحيانا أنك تبتعد عنهم. وقالت بوكرينغ إنه قد يكون من الشائع أن يشعر الناس بالعزلة أثناء منتصف العمر.
وأوضحت أنه إذا وجدت نفسك باستمرار أكثر عزلة من المعتاد، فقد يكون من الجيد رؤية الطبيب لاستبعاد الحالات الأخرى بما في ذلك انقطاع الطمث عند النساء، واضطراب المزاج مثل الاكتئاب، وأمراض الغدة الدرقية أو حتى نقص الفيتامينات.
وعلى الرغم من عدم وجود علاج حاليا لهذا المرض، إلا أن بعض العلاجات يمكن أن تساعد في تعزيز هذه الرسائل الكيميائية ودرء بعض الأعراض.
لكن الخرف في النهاية مرض تقدمي ما يعني ظهور المزيد من الأعراض وتفاقمها بمرور الوقت.
وفي العلامات المبكرة للمرض، قد تكون علامات المرض خفية ولكن هناك علامات رئيسية أخرى يجب أن تبحث عنها:
- فقدان العناصر الشائعة بما في ذلك المفاتيح والنظارات حول المنزل
- المكافحة للعثور على الكلمة التي تحث عنها في المحادثة
- نسيان المحادثات أو الأحداث الأخيرة
- الضياع في مكان مألوف، أو أثناء رحلة مألوفة
- نسيان المناسبات الهامة وأعياد الميلاد أو المواعيد
وعلى الرغم من أن مشاكل الذاكرة هي الأكثر شيوعا، إلا أن هناك علامات أخرى على أن الشخص يعاني من الخرف، بينها صعوبات في اتخاذ القرارات وحل المشكلات، جنبا إلى جنب إلى كون الأشخاص يصبحون مكتئبين وعصبيين وغير مهتمين بالأنشطة التي كانوا يستمتعون بها سابقا.
المصدر: نيويورك بوست