ويسمح انعدام الوزن للأعمدة الفقرية بالاستقامة، ما يجعلها "تنمو" ولكن عند العودة إلى الأرض، تقوم الجاذبية بعكسه مرة أخرى ما قد يترك الظهر في حالة ألم موهن.
وقال الباحثون إن الدراسات السابقة تظهر أن 52% من رواد الفضاء يعانون أيضا من آلام الظهر في أول يومين إلى خمسة أيام من السفر إلى الفضاء.
وعلى الرغم من أنه يستقيم في الفضاء، وجدت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أن رواد الفضاء، مثل ويليام شاتنر، بعد رحلته على متن طائرة بلو أوريجين لجيف بيزوس، قد يكون لديهن منحنى أصغر في العمود الفقري عند عودتهم.
ويشار إلى أن انحناء العمود الفقري، وهو انحناء على شكل حرف S يساعد العمود الفقري على مقاومة الجاذبية، يبقى مرنا ويمتص الوزن والصدمات.
وحلل خبراء من جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة الدراسات الحالية لأبحاثهم الجديدة.
وقال الطبيب المقيم في مستشفى جونز هوبكنز الدكتور رادوستين بنشيف: "يمكن للبشر أن" ينمو حتى ثلاث بوصات (نحو 7 سم) في الفضاء حيث يتكيف العمود الفقري مع الجاذبية الصغرى. وإذا سمحت الجاذبية المنخفضة لهذا الانحناء بالاستقامة، فقد لا يكون هذا سببا للألم الحاد لرواد الفضاء فحسب، بل قد يؤثر أيضا على استقرار العمود الفقري عند عودتهم إلى الأرض".
ويقول الباحثون إن 80% من مسافري الفضاء أصيبوا بألم في الظهر في مرحلة ما بعد العودة إلى الأرض.
ويختفي هذا الألم في معظم الوقت من تلقاء نفسه، لكن رواد الفضاء أكثر عرضة للإصابة بعرق النسا، وهو ألم في الظهر يمكن أن ينتشر في الساق.
وقال فريق البحث، الذي نُشر تحليله في مجلة Anaesthesiology، إن صدمة الإجهاد والاهتزاز لركوب صاروخ والتغييرات في النظام الغذائي لرواد الفضاء أثناء تواجدهم في الفضاء يمكن أن تسبب الألم أيضا.
ويوضح البروفيسور ستيفن كوهين، المؤلف المشارك في الدراسة: "إن نظرة ثاقبة لآلام الظهر عند المسافرين في الفضاء قد توفر معلومات مفيدة لعلاج آلام الظهر لدى الأشخاص الآخرين".
وأشار فريق البحث إلى أن التمرين في صالة الألعاب الرياضية يمكن أن يمنع مثل هذه الآلام، فيما أصبحت محطة الفضاء الدولية الآن، مجهزة بآلات التمرين وأدوات تدريب المقاومة.
ويعتقد فريق البحث الأمريكي، من جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور، أن "بدلات المقاومة"، التي تنشط مجموعات العضلات، قد تكون واحدة من أفضل الحلول لتجاوز مشكلة آلام الظهر الناتجة عن السفر إلى الفضاء.
المصدر: ديلي ميل