وحللت الدراسة الفوائد الصحية المحتملة لفلافانول الكاكاو، وهو مغذ نباتي مستخرج من حبوب الكاكاو.
ويوجد مركّب فلافانول الكاكاو بكثرة في مسحوق الكاكاو، وبدرجة أقل في الشوكولاتة الداكنة، ويمكن تناولها كمكمل غذائي.
ونظرا لأن فلافانول الكاكاو له تأثير "موسع للأوعية"، ما يساعد على زيادة تدفق الدم، فقد ثبت أنه يمنع تجلط الدم ويقاوم تدهور الذاكرة.
والآن، قام فريق من العلماء من جامعة ليفربول هوب وجامعة ليفربول جون مورس باختبار تأثيرات فلافانول الكاكاو عندما يتعلق الأمر بممارسة الرياضة في مجموعة من البالغين المستقرين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاما.
ووجد التقرير أن مركبات الفلافانول الكاكاو تساهم في زيادة سرعة امتصاص الأكسجين، مع تحسن تدفق الدم هو السبب المحتمل.
ويقول البروفيسور سيمون ماروود، رئيس قسم علوم الرياضة في جامعة ليفربول هوب، إن النتائج قد تكون مهمة عندما يتعلق الأمر بإقناع الناس بالنزول من الأريكة ثم الالتزام ببرنامج التمرين، وأضاف: "أحد العوائق التي تحول دون بدء خطة التمرين هو ضعف اللياقة في المقام الأول. ومن دون ممارسة الرياضة بشكل متكرر، تؤدي الشيخوخة إلى تباطؤ معدل زيادة استهلاكنا للأكسجين في بداية التمرين. ويرجع ذلك إلى ضعف القدرة على إمداد العضلات بالدم في بداية التمرين. وفي دراسات سابقة، أظهرنا أن هذا التباطؤ في معدل زيادة استهلاك الأكسجين له تأثير مباشر ومثبط للقدرة على تحمل التمارين الرياضية".
وتابع: "إن اكتشاف زيادات أسرع في استهلاك الأكسجين في بداية التمرين مع مكملات الكاكاو من الفلافانول هو أمر مشجع حقا لهذه الفئة العمرية لأنه يشير إلى أن المكمل الغذائي البسيط يمكن أن يحسن تحمل التمرينات، وبالتالي يزيد من احتمالية الحفاظ على برنامج التمرين. وهذه دراسة صغيرة نسبيا ولكنها مشجعة ولها نتائج مهمة، والتي يمكن أن تكون أساسا لمزيد من البحث".
ويخلص المؤلف الرئيسي للدراسة، دانيال سادلر، من مدرسة ليفربول جون مورس للرياضة وعلوم التمرين، إلى أن: "هذه التأثيرات الجديدة لفلافانول الكاكاو في هذه الفئة السكانية قد تساهم في تحسين تحمل الأنشطة البدنية معتدلة النشاط، والتي تظهر بشكل شائع في الحياة اليومية".
ويوضح البروفيسور ماروود أنه من المهم ملاحظة أنه لا ينبغي تشجيع الإفراط في تناول الشوكولاتة، سواء كانت داكنة أو غير ذلك، على الرغم من أن الشوكولاتة الداكنة قد تحتوي على فلافانول الكاكاو. وتتوفر هذه المادة بشكل شائع كمكمل غذائي، ويستخدمه الرياضيون الهواة غالبا لتعزيز الأداء.
وركزت الدراسة على مجموعة من الرجال والنساء الأصحاء في منتصف العمر والذين يبلغ متوسط أعمارهم 45 عاما، ممن يشاركون عادة في أقل من ساعتين من التدريب التمرين المنظم أسبوعيا.
وعلى مدى خمسة أسابيع، قبل تناول مكملات الكاكاو، خضعت المجموعة لسلسلة من التجارب، باستخدام دراجة تمارين، حيث تم دفعهم بشكل تدريجي إلى الإرهاق. ووقع إجراء هذه التجارب من أجل تحديد ذروة "السعة القصوى للأكسجين" (VO2) للشخص، والحد الأقصى من الأكسجين الذي يمكن أن يستخدمه الجسم أثناء التمرين.
ثم تم إعطاء المشاركين الخاضعين للاختبار إما مكمل فلافانول الكاكاو 400 مغ يوميا أو دواء وهمي، على مدار سبعة أيام.
وما اكتشفه فريق البحث هو أنه عندما خضع الأشخاص الذين تناولوا فلافانول الكاكاو إلى تمرين "معتدل"، انخفض وقت حركة السعة القصوى للأكسجين (VO2) بشكل كبير من حوالي 40 ثانية إلى 34 ثانية.
ويقول الفريق إن هذا التخفيض لمدة ست ثوان مهم لأنه يتجاوز الحد الأدنى من التغيير ذي الصلة من الناحية الفسيولوجية بنحو 5 ثوان.
ويضيف العلماء: "إن الانخفاض في السعة القصوى للأكسجين الذي لوحظ بعد تناول مكملات فلافانول الكاكاو لدى الأفراد في منتصف العمر، يعكس تحولا نحو القيم التي تُلاحظ عادة في الأفراد الأصحاء الأصغر سنا".
ويذكر الباحثون: "في النهاية، قد يكون لنتائج الدراسة الحالية إمكانات إكلينيكية في المساهمة في تحسين تحمل نشاط الحياة اليومية لدى البالغين في منتصف العمر".
ولا توجد مركّبات الفلافونويد في الكاكاو فحسب، بل توجد أيضا بكثرة في الشاي الأخضر والفواكه والخضروات، ولها خصائص مضادة للالتهابات بالإضافة إلى خصائصها المضادة للأكسدة.
ويقول دانيال سادلر، من ليفربول جون مورس، إنه لا ينبغي عليك الاعتماد على تناول الشوكولاتة الداكنة للحصول على جرعة فعالة من الفلافانول.
ويشرح قائلا: "من الأفضل تناول المكملات الغذائية بدلا من تناول الشوكولاتة الداكنة لأن الآثار المفيدة المحتملة لفلافانول الكاكاو تحدث أثناء التمرين عند تناول جرعات عالية (أكبر من 400 مغ من مركبات الفلافانول) إلا أن الشوكولاتة الداكنة تحتوي على الدهون والسكر وهو ما قد ينفي الإمكانات المفيدة من أي مكونات نشطة بيولوجيا".
المصدر: ميديكال إكسبريس