وراقب الباحثون في كلية الطب بجامعة هارفارد المستويات الصحية والنشاط البدني لحوالي 138 ألف شخص لمدة 10-18 عاما.
وفي حين لم يكن أي منهم مصابا بانقطاع النفس الانسدادي النومي في بداية الدراسة، تم تشخيص حالة 8733 مشاركا بحلول نهاية فترة الدراسة.
وتوصلوا إلى أن المستويات المتزايدة من السلوك المستقر، وما يقابلها من انخفاض مستويات النشاط البدني، تزيد من خطر الإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي (OSA).
وأوصى الباحثون بأن الأشخاص الذين يقضون اليوم جالسين، مثل الوظائف المكتبية، يجب أن يعوضوا عن طريق ممارسة المزيد من التمارين خلال أوقات فراغهم.
وانقطاع النفس النومي هو حالة يمكن أن تنسد فيها الممرات الهوائية تماما في الليل، ما يعيق التنفس الطبيعي ويؤدي إلى الشخير واضطراب النوم.
وإذا لم يتم علاجه، فقد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان والزرق والنوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم والسكتات الدماغية والسكري من النوع الثاني والاضطرابات المعرفية والسلوكية.
وقدّر الخبراء، على مستوى العالم، أن حوالي 1 مليار بالغ تتراوح أعمارهم بين 30-69 يعانون من انقطاع النفس الانسدادي النومي الخفيف إلى الشديد.
وقال مؤلف البحث وعالم الأوبئة تيان يي هوانغ من كلية الطب بجامعة هارفارد: "لقد رأينا علاقة واضحة بين مستويات النشاط البدني والسلوك المستقر وخطر انقطاع النفس الانسدادي النومي".
وأضاف: "الأشخاص الذين اتبعوا إرشادات النشاط البدني الحالية لمنظمة الصحة العالمية المتمثلة في الحصول على 150 دقيقة على الأقل من النشاط المعتدل أسبوعيا وقضوا أقل من أربع ساعات يوميا جالسين في مشاهدة التلفزيون، كان لديهم خطر أقل بكثير من انقطاع النفس أثناء النوم. والأهم من ذلك، رأينا أن أي زيادة إضافية في النشاط البدني، و/ أو تقليل ساعات الجلوس، يمكن أن يكون لهما فوائد تقلل من خطر الإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي".
ويمكن تفسير الاختلاف في مخاطر انقطاع النفس الانسدادي النومي بين العمل المستقر والوقت الذي يقضيه جالسا في مشاهدة التلفزيون من خلال السلوكيات الأخرى المرتبطة بتلك الأنشطة.
على سبيل المثال، من المرجح أن يتماشى تناول الوجبات الخفيفة وشرب المشروبات السكرية مع مشاهدة التلفزيون مقارنةً بالاستقرار في العمل أو في أي مكان آخر، مثل الجلوس أثناء السفر وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن، والذي نعلم أنه عامل خطر لانقطاع النفس الانسدادي النومي.
وبعد احتساب العوامل المربكة المحتملة، بما في ذلك العمر ومؤشر كتلة الجسم وتعاطي الكحول / التبغ، وجد الفريق أن المشاركين الذين يمارسون نشاطا بدنيا أكثر كان لديهم خطر أقل للإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي.
وعلى وجه التحديد، كان أولئك الذين مارسوا ما يعادل ثلاث ساعات من الجري في الأسبوع أقل عرضة بنسبة 54% للإصابة بهذا الاضطراب من أولئك الذين حصلوا على القدر نفسه من التمارين مثل المشي لمدة ساعتين في الأسبوع.
وعلاوة على ذلك، فإن أولئك الذين يقضون أكثر من أربع ساعات في اليوم جالسين في مشاهدة التلفزيون لديهم مخاطر أكبر بنسبة 78% للإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي عن الأشخاص الأكثر نشاطا، في حين أن أولئك الذين ينطوي عملهم على الجلوس لديهم مخاطر أكبر بنسبة 49%.
وحذر الباحثون من أن الدراسة الحالية تعتمد على البيانات الصحية المبلغ عنها ذاتيا، وأن العمل المستقبلي سيستفيد من جمع البيانات بدلا من ذلك عن طريق تقنيات المراقبة الصحية القابلة للارتداء.
وتضاف هذه الدراسة إلى الأدلة على أهمية الحفاظ على نمط حياة نشط للوقاية من أمراض الرئة، ومن المشجع أنه حتى زيادة بسيطة في النشاط البدني أو تقليل ساعات الجلوس يمكن أن تجني فوائد محتملة.
المصدر: ديلي ميل